للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخبرنا أَبُو الْحَسَن، أخبرنا محمد بْن الربيع بْن سُلَيْمَان الجِيزيّ، قَالَ: «ولي بكَّار بْن قُتيبة مِصر من قِبَل المتوكِل، فدخل البلَد يوم الجمعة لثمان خلونَ من جمادى الآخرة سنة ستّ وأربعين ومائتين، وكان عفيفًا عَنْ أموال الناس محمودًا فِي وِلايته، وكان يذهب إلى قول أَبِي حَنيفة، وتعلَّم الشروط بالبَصرة من هِلال بْن يحيى الرَّأْي».

وأخبرني من أهل البلد من لَهُ عِناية بإخباره، أن أحمد بْن طُولون كَانَ يُعظِّم بكَارًا ويرفع قدره إلى أن طالبه ابن طولون بلعن الموفّق، فتوقَّف بكَّار فِي ذَلكَ، فغضب عَلَيْهِ ابن طولون، فلمَّا تبيّن ذَلكَ بكَّار من ابن طولون وظهرت لَهُ مَوجِدته عَلَيْهِ، قَالَ لَهُ: أَلَا لَعْنَةُ اللَّه عَلَى الظَّالِمِينَ.

فقيل لأحمد بْن طولون: إنَّه إنَّما قصدك بهذا القول.

فطالبه بردّ الجوائز التي كَانَ أجازه بها.

فقال بكَّار هي بحالها، فوجّه ابن طولون، فوجدها كما هِيَ بخواتيمها، فأخذها، ثمَّ إنَّ ابن طولون سجنه عند درب ابن المعلى فِي الرحَبة المعروفة بدار الحرف، ودار مدع الأخشاديّ دارًا اكتُريت لَهُ، وكان فيها طاق يجلِس يتحدَّث فيها، ويُكتَب عَنْهُ وهو فِي السِّجن، فإذا كَانَ يوم الجمعة اغتسل غُسل الجمعة ولبِس ثيابه ثمَّ خرج إلى السجَّان، فيقول لَهُ السجَّان: إلى أَيْنَ تُريد؟ فيقول لَهُ بكَّار: أُريد صلاة الجُمعة.

فيقول لَهُ السجَّان: لا سبيل إلى ذَلكَ.

فيقول بكَّار: اللَّه المُستعان.

ويرجِع، وكان

<<  <   >  >>