للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وشعبان وعلى شُرَطه عُقْبة بْن نُعَيم، ولحِق حسَّان بن عَتاهِية بمَرْوان، وقدِم حَنْظَلة بْن صَفْوان الكلبيّ مِن إفريقيَّة، قد أَخرجوه أهلها فنزل الجيزة، فكتب مَرْوان إلى أهل مِصر: أمَّا إذ أَبَيْتُم وِلاية حسَّان فقد أمّرتُ عليكم حَنْظَلة بْن صَفْوان.

فامتنع المصريُّون وأظهروا الخلْع، ومضى رَجاء بْن الأَشْيم فِي الفروض إلى حَنظَلة، فأخرجه إلى الخَوْف الشرقيّ، ومنعوه من المُقام فِي الفُسطاط، وهرب ثابت بْن نُعَيم من فِلَسْطين يريد مِصر، فبعث إِلَيْهِ حَفْص بشُرَحبِيل بْن قُلَيب الحجريّ يمنعَهُ مِن دخولها، وخرج إِلَيْهِ زبَّان بْن عَبْد العزيز بْن مُرْوان ببني أبيه ومواليه من أرض مِصر، ومع زبَّان جمع من قيس، فقاتلوا ثابتًا، فهزموه، قَالَ الغِطْرِيف الحِميْريّ:

وَمِنْ زَامِلٍ لَا قَدَّسَ اللَّه زَامِلًا … ومن أعبد الماملك المراغل

وَمِنْ شَيْخِ سَوْءٍ خَرَّقَ اللهُ عَظْمَهُ … حُفَيْصٍ وأَتْبَاعٍ لَهُ غَيْرِ طائِلِ

وقال سَعِيد بْن شُريح مولى تُجِيب يهجو حَفْصًا، وكان سَعِيد مُنقطِع إلى زبَّان بْن عَبْد العزيز بن مَرْوان:

يَا بَاعِثَ الخَيْلَ تَرْدِي فِي ضَلَالَتِهَا … مَن الْمُعَظِّمُ فِي الكِتافِ جَاوَانِ

لَا زَالَ بُغْضي ينْمِي فِي صُدُورِكُمُ … إذ كانَ ذلكَ مِنْ حُبّي لِزَبَّانِ

وسكت مَرْوان عَنْ أهل مِصر بقيَّة سنة سبع وعشرين، ثمَّ عزل حَفْصًا مستهلّ سنة ثمان وعشرين ومائة.

الحَوْثَرة بْن سُهَيل أَخو العَجْلان بْن سُهَيل بْن كَعْب بْن عامر بْن عُمير

<<  <   >  >>