للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مُوسَى بْن مُصْعَب الخَثعَميّ

ثمَّ ولِيَها مُوسَى بْن مُصْعَب من قِبَل المَهديّ عَلَى صلاتها وخراجها، قدِمها يوم السبت لسبع خلونَ من ذي الحجَّة سنة سبع وستّين فجعل عَلَى شُرَطه عَسَّامة بْن عمرو وأمر مُوسَى بإبراهيم بْن صالح أن يُرَدّ إلى مصر، فرُدَّ إِلَيْهِ من الطريق، وكان المَهديّ قد أمره بإصفاء أموال إبراهيم وأخْذ عُمَّاله، فاستخرج منهم ثلاث مائة ألف دينار، ولم يزَلْ إبراهيم مُقيمًا بمصر حتى لم يبقَ لَهُ عامل إلّا صار فِي يدَي مُوسَى بْن مُصْعَب، ثمَّ كتب المَهديّ يأذَن لإبراهيم فِي الانصراف إلى بَغداد.

وتشدَّد مُوسَى بْن مُصعَب فِي استخراج الخراج، وزاد عَلَى كلّ فَدَّان ضِعف ما تُقبّل بِهِ، ثمَّ عاد مُوسَى إلى الرَّشوة فِي الأحكام وجعل خراجًا عَلَى أهل الأسواق، وعلى الدوابّ، وقال الشاعر:

لَوْ يَعْلَمُ المَهْدِيُّ مَاذَا الَّذِي … يَفْعَلُهُ مُوسَى وَأَيُّوبُ

بِأَرْضِ مِصْرَ حِينَ حَلَّا بِهَا … لَمْ يُتَّهَمْ فيِ الْنُصْحِ يَعْقُوبُ

كاتبه ابن داود وأظهَر الجُند لموسى الكَرَاهة والشَّنَآن، وبعث عُمَّالًا عَلَى الحوْف فأخرجهم أهل الحَوْف ونابذوه، وعقدت قيس واليمانيَّة حُلفا فيما بينهم، وولّوا عليهم مُعاوية بْن

<<  <   >  >>