للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واصبر فربّتما أحمدت عاقبة ... من يلزم الصّبر يحمد غِبّ ما لزما

والله لو أصفتك الشهب لانكسفت ... ولو وفى لك دمع الغيث لانسجما

وكتب الى المعتمد جواباً عن أبيات أنفذها إليه، وذلك بعد خلعه:

بُروق الأماني دون لُقياك خُلّب ... ومشرق أفق لم تلح فيه مغرب

عدمت مرادي فيك لا الماء نافع ... ولا الظلّ ممدود ولا الروض مخصب

ولا أنا في تلك الحديقة زهرة ... ولا أنا في تلك المجرّة كوكب

سقى الله عهداً كنت صيِّبَ عهده ... بمثل الذي قد كنت تسقي وتشرب

زمان بماء المكرُمات مفضّض ... لديك ومن نار الكؤوس مذهّب

لئن فلّت الأيام منك فإنّما ... يفل من الأسياف ما كان يضرب

بعثت بها يا واحد الدّهر قطعة ... هي الماء إلا أنّها تتلهّب

وجئت بها في الحسن ورقاء أيكة ... ولكنّها في الدّهر عنقاء مغرب

وقال في نكبة بني عبّاد، وموت المعتمد بأغمات:

لكلّ شيء من الأشياء ميقات ... وللمنى من مناياهنّ غايات

والدهر في صبغة الحرباء منغمس ... ألوان حالاته فيها استحالات

ونحن من لعب الشّطرنج في يده ... وربّما قمرت بالبيدق الشّاة

<<  <   >  >>