للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حُمي حماك أيتها العانة، وأخصب مرعاك؟ قالت: شعران لحمارٍ وبغل من عشَّاقنا اختلفنا فيها، وقد رضيناك حكماً قلت: حتى أسمع. فقدَّمت إليَّ بغةٌ شهباء، عليها جلُّها وبرقُعها، لم تدخل فيما دخلت فيه العانةُ من سوء العجلة وسُخفِ الحركة، فقالت: أحدُ الشِّعرين لبغلٍ من بغالنا وهو:

على كل صب من هواهُ دليلُ: ... سقامٌ على حر الجوى، ونُحُولُ

وما زال هذا الحبُّ داءً مُبرحاً، إذا ما اعترى بغلاً فليس يزولُ

بنفسي التي أما ملاحظُ طرفها ... فسحرٌ، وأما خدُّها فأسيلُ

تعبتُ بما حُملتُ من ثقل حُبها، ... وإني لبغلٌ للثقالِ حمُولُ

وما نلتُ منها نائلاً غير أنني ... إذا هي بالت بُلتُ حيثُ تبُولُ

والشِّعر الآخرُ لدُكينٍ الحمار:

دُهيتُ بهذا الحب منذُ هويثُ، ... وراثت إراداتي فلستُ أريثُ

كّلفتُ بإلفي منذ عشرين حجةً، ... يجُولُ هواها في الحشا ويعيثُ

ومالي من برحِ الصَّبابة مخلصٌ، ... ولا لي من فيضِ السّقامِ مُغيثُ

وغير منها قلبها لي نميمةٌ، ... نماها أحمُّ الخُصيتينِ خبيثُ

وما نلتُ منها نائلاً، غير أنّني ... إذا هي راثتُ حيثُ تروثُ

<<  <   >  >>