للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المحاسن، صدرا، عالما، كثير العبادة، حسن الصلاة، كثير الدعاء، كثير الصدقة والإحسان إلى المستورين من أهل العلم، وكان ذا ثروة، ومروءة، وأخلاق جميلة، عرض عليه كتابة الرسائل فأبى، ثم عرض عليه القضاء فامتنع أشد الامتناع، وكان يصر الدينار الثقيل في الكاغد، ويدفعه إلى الفقير، ويقول: إني لأسر له إذا ظن أنه ورق، فإذا هو ذهب، ثم إذا هو راجح، رحمه الله، حدث بنيسابور، وبغداد، وغيرهما، وروى عن أبي حامد بن السري، وأبي عمرو الحيرى، ومكي بن عبدان، وابن أبي حاتم، وخلق، وعنه: الدارقطني، والبرقاني، والحاكم،

وجماعة.

قال الخطيب البغدادي: كان العصمي ثقة، ثبتا، نبيلا، رئيسا، جليلا، من ذوي الأقدار العالية، وله أفضال شتى على الصالحين، والفقهاء، والمستورين، وقال الحاكم: لقد صحبته في الحضر والسفر، فما رأيت أحسن وضوءا، ولا صلاة منه، ولا رأيت في مشايخنا أحسن تضرعا، وابتهالا في دعواته، منه لقد كنت أراه يرفع يديه إلى السماء يمدهما مدا، كأنه يأخذ شيئا من أعلى مصلاه، قال: وسمعت الأستاذ أبا الحسن البوشنجي غير مرة، يقول: من نعم الله على أهل تلك البلاد، بهراة، وبوشنجة، مكان أبي عبد الله بن أبي ذهل، على ما وفقه الله من حسن العقيدة، وحسن الأخلاق، وسخاء النفس، والإحسان إلى

الفقراء، والتواضع لهم، مولده سنة أربع وتسعين ومائتين، واستشهد برستاق خواف من نيسابور، لتسع بقين من صفر سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة.

محمد بن عبد الله بن بصير بن ورقة الإمام أبو بكر الأودني

<<  <   >  >>