للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فذاكرته بها فجعل يذكرها من حفظه، وما قال لي:

أحسنت، وقال: ما هذا شيء مليح أنا شيخ كبير في هذه البلدة هذه السنين لا يذاكرن أحد وحفظي هكذا، مات السلفي رحمه الله يوم الجمعة، وقد صلى الغداة، وقد بات تلك الليلة يقرأ عليه الحديث حتى غربت الشمس، وهو يرد على القارئ اللحن الخفي، فلما صلى الصبح من يوم الجمعة في أول وقتها، مات فجأة الخامس من ربيع الآخر سنة ست وسبعين وخمس مائة بالإسكندرية رحمه الله.

ومن شعره ما رواه عنه الحافظ عبد الغني:

ضل المقيم والمعطل مثله ... عن منهج الحق المبين ضلالا

وأتى أماليهم بنكر لا رعوا ... من معشر قد حاولوا الإشكالا

وغدوا يقيسون الأمور برأيهم ... ويدلسون على الورى الأقوالا

والأولون تعدوا الحد الذي ... قد حد في وصف الإله تعالى

وتصوروه صورة من جنسنا ... جسمًا وليس الله عز مثالًا

والآخرون فعطلوا ما جاء في القرآن ... أقبح بالمقال مقالا

وأبوا حديث المصطفى أن يقبلوا ... ورأوه حشوا لا يفيد منالا

وهذه من قصيدة فيها بضعة وعشرون بيتا، وله مثلها في السنة.

<<  <   >  >>