للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإمام أبي الفضل الربيع بن سليمان، وعلى أبي جعفر هبة الله بن البرقي، وسمع بها من أبي الكرم نصر الله بن مخلد بن الجلخت وغيره، ثم ارتحل إلى بغداد، فتفقه بالنظامية على مدرسها أبي النجيب السهروردي، وسمع بها جماعة من المحدثين كمحمد بن ناصر، وأبي الوقت، وعبد الخالق اليوسفي، ثم ارتحل بنيسابور فتفقه على الإمام محمد بن يحيى صاحب الغزالي، وبقي عنده سنتين ونصفا، وسمع منه الحديث، ومن جماعة من

مشايخ نيسابور ثم عاد إلى بغداد، فأعاد بالمدرسة النظامية على ابن فضلان.

قال الموفق عبد اللطيف: وكان أبرع من ابن فضلان، وأقوم بالمذهب وأعلم بالقرآن منه، وكان بينهما صحبة جميلة دائمة لم أر مثلها من اثنين قط، وكانت الفتيا إذا جاءت ابن فضلان لا يضع خطه عليها حتى يشاور ابن الربيع، ثم إن ابن الربيع ذهب في رسالة الديوان العزيز في سنة ثمان وتسعين إلى غزنة ثم عاد فولي تدريس النظامية، وحصل له الجاه العريض والحشمة الوافرة، وقد أسمع الكثير ببغداد وهراة وغزنة.

قال ابن الدبيثي: وكان ثقة صحيح السماع عالمًا بمذهب الشافعي وبالخلاف والحديث والتفسير كثير الفنون وقرأ بالعشرة على ابن بركات، وكان أبوه من الصالحين، ويقال: إنهم من ولد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

وقال الشيخ شهاب الدين أبو شامة: كان عالمًا بالأصلين والمذهب والخلاف، عالما عارفا بالتفسير دينا صدوقًا، وروى عنه الزينبي، والحافظ الضياء، وابن خليل وآخرون، وأجاز للشيخ شمس الدين ابن أبي عمر، والفخر علي، وتوفي بطريق خراسان في رسالة في ذي القعدة سنة ست وست مائة.

<<  <   >  >>