للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْعِلْمَ الأَوَّلَ وَالْعِلْمَ الآخِرَ، وَالْكِتَابَ الأَوَّلَ وَالْكِتَابَ الآخِرَ " ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ! أَلا أُرْشِدُكَ؟» قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: «أَنْتَ إِنْ تَنْقُدْهُمْ يَنْقُدُوكَ، وَإِنْ تَتْرُكْهُمْ لا يَتْرُكُوكَ، وَإِنْ تَهْرَبْ مِنْهُمْ؟ يُدْرِكُوكَ، فَأَقْرِضْهُمْ عِرْضَكَ لِيَوْمِ فَقْرِكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْجَزَاءَ لإِمَامِكَ» ثُمَّ آخَى بَيْنَهمَا، ثُمَّ نَظَرَ فِي وُجُوهِ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: «أَبْشِرُوا، وَقَرُّوا عَيْنًا، فَإِنَّكُمْ أَوَّلُ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ، وَأَنْتُمْ فِي أَعْلَى الْغُرَفِ» ثُمَّ نَظَرَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ مِنَ الضَّلالَةِ» ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! ذَهَبَتْ رُوحِي وَانْقَطَعَ ظَهْرِي، حِينَ رَأَيْتُكَ فَعَلْتَ بِأَصْحَابِكَ مَا فَعَلْتَ غَيْرِي، إِنْ كَانَ مِنْ سَخْطَةٍ عَلَيَّ، فَلَكَ الْعُتْبَى وَالْكَرَامَةُ، وَإِنْ كَانَ غَيْر ذَلِكَ فَلا أُبَالِي، قَالَ: فَقَالَ: «وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ! مَا أَخَّرْتُكَ إِلا لِنَفْسِي، فَأَنْتَ عِنْدِي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، غَيْرَ أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي، وَأَنْتَ أَخِي، وَوَزِيرِي، وَوَارِثِي» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ - أَظُنُّهُ قَالَ -: مَا أَرِثُ مِنْكَ؟ قَالَ: «مَا أَورِثَتِ الأَنْبِيَاءُ» قَالَ: وَمَا أُورِثَتِ الأَنْبِيَاءُ قَبْلَكَ؟ قَالَ: «كِتْابُ اللَّهِ وَسُنَّةُ نَبِيِّهِمْ، وَأَنْتَ مَعِي فِي قَصْرِي فِي الْجَنَّةِ، مَعَ ابْنَتِي فَاطِمَةَ، وَأَنْتَ أَخِي وَرَفِيقِي» ثُمَّ تَلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: ٤٧] الأَخِلاءُ فِي اللَّهِ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ.

قَالَ الْبَزَّارُ: لا نَعْلَمُ رَوَى زَيْدُ بْنُ أَبِي أَوْفَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا هَذَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>