للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَلَى بَابِ الْغَارِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: لَسْتُمْ عَلَى الطَّرِيقِ، وَقَدْ بُلِيتُمْ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ، لا يُمْكِنُكُمْ فِيهِ إِلا أَنْ تَدْعُوا الَّذِي أَبْلاكُمْ بِهِ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، فَلْيَنْظُرْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ، أَفْضَلَ عَمَلٍ عَمِلَهُ، فَلْيَذْكُرْهُ، ثُمَّ لِيَدْعُ اللَّهَ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَتْ لِي بِنْتُ عَمٍّ، لَمْ يَكُنْ فِي الأَرْضِ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْهَا، فَأَرَدْتُهَا عَلَى نَفْسِهَا، وَجَعَلْتُ لَهَا مِائَةَ دِينَارٍ، فَلَمَّا جَلَسْتُ مِنْهَا مَجْلِسَ الرَّجُلِ مِنَ امْرَأَتِهِ اسْتَقْبَلَتْهَا رِعْدَةٌ، وَقَالَتْ: إِنِّي وَاللَّهِ، مَا عَمِلْتُ خَطِيئَةً قَطُّ، وَمَا حَمَلَنِي عَلَيْهِ إِلا الْجَهْدُ، فَقُمْتُ، وَقُلْتُ: هِيَ لَكِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ، أَنِّي إِنَّمَا قُمْتُ عَنْهَا، الْتِمَاسَ مَرْضَاتِكَ، وَمَخَافَةَ سَخَطِكَ، فَافْرُجْ عَنَّا هَذَا الْحَجَرَ، فَانْصَدَعَ الْحَجَرُ حَتَّى رَأَوُا الضَّوْءَ، وَقَالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي أَبَوَانِ، وَكَانَتْ لِي غَنَمٌ، فَكُنْتُ أَرْعَى قَرِيبًا، وَأَنِّي تَبَاعَدْتُ، فَجِئْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَقَدِ احْتُبِسْتُ، فَحَلَبْتُ إِنَاءً مِنْ لَبَنٍ، وَأَتَيْتُ أَبَوَيَّ، فَوَجَدْتُهُمَا نَائِمَيْنِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا مِنْ نَوْمِهِمَا، فَبَاتَ الإِنَاءُ عَلَى يَدَيَّ، حَتَّى اسْتَيْقَظَا مَتَى اسْتَيْقَظَا، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ الْتِمَاسَ مَرْضَاتِكَ، وَمَخَافَةَ سَخَطِكَ، فَافْرُجْ عَنَّا الْحَجَرَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَانْقَضَّ الْحَجَرُ حَتَّى رَأَوُا الضَّوْءَ، وَرَجَوْا، وَقَالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي اسْتَأْجَرْتُ رِجَالا بِأَجْرٍ مَعْلُومٍ، وَكَانَ فِيهِمْ رَجُلٌ يَعْمَلُ عَمَلَ رَجُلَيْنِ، فَلَمَّا أَعْطَيْتُهُمْ أُجُورَهُمْ، قَالَ أَعْطِنِي عَمَلَ رَجُلَيْنِ، فَقُلْتُ: إِنَّمَا لَكَ عَمَلُ رَجُلٍ، فَأَبَى، وَتَرَكَهُ عِنْدِي، وَذَهَبَ، فَلَمْ أَزَلْ أَعْمَلُ لَهُ فِيهِ، حَتَّى اجْتَمَعَ سِتُّونَ، مِنْ بَيْنِ ثَوْرٍ، وَبَقَرَةٍ، وَعَبْدٍ، وَأَمَةٍ، فَجَاءَ بَعْدَ حِينٍ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ! أَمَا تُعْطِينِي أَجْرِي؟ قُلْتُ: وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الَّذِي عَمِلْتُ مَعَكَ عَمَلَ رَجُلَيْنِ، فَلَمْ تُعْطِنِي إِلا

<<  <  ج: ص:  >  >>