للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٣٠٥- أَنْكَدُ مِنْ تَالِي النَّجْمِ

يعنون بالنجم مطلق الثريا، وتاليه الدَّبَرَان، قَالَ الأخطل:

فَهَلاَ زَجَرْت الطَّيْرَ إذْ جاءَ خَاطِبا ... بضَيْقَةَ بَيْنَ النَّجْمِ وَالدَّيْرَانِ

(ضيقة - بالكسر ويفتح - منزل للقمر)

وقَالَ الأَسود بن يَعْفُر يصف رفعة منزلته:

نَزَلْتُ بِحادي النَّجِمِ يَحْدُو قَرِينَهُ ... وَبِالقلب قلب العَقْرَبِ المُتَوَقِّدِ

والعرب تقول: إن الدَّبَرَانَ خَطَب الثريا، وأراد القمر أن يزوِّجه، فأبت عليه، وولَّتْ عنه، وقَالَت للقمر: ما أصنع بهذا السُّبْرُوت الذي لاَ مال له، فَجَمَعَ الدبرانُ قِلاَصَه يتموَّل بها. فهو يتبعها حيث توجهت، يَسُوق صدَاقها قُدَّامة، يعنون القِلاَصَ، وإن الجَدْيَ قتل نَعْشاً؛ فبناتُه تدورُ به تريده، وإن سُهيلا ركَضَ الجَوْزَاء، فركضَتْهُ برجلها فطرحته حيث هو، وضربها هو بالسيف فقطع وَسَطها، وإن الشَّعْرَى اليَمَانية كانت مع الشَّعْرَى الشامية ففارقتها وعَبَرَتِ المَجَرَّةَ، فسميت الشَّعْرَى العَبُور، فلما رأت الشَّعْرَى الشامية فراقَهَا إياها بكَتْ عليها حتى غَمِصَتْ عينُها فسميت الشعرى الغُمَيْصَاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>