للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٧٨- أَجْوَدُ مِنْ كَعْبِ بْنِ مَامَةَ.

هو إيادي، ومن حديثه أنه خرج في رَكْب فيهم رجل من النَّمِر بن قاسط في شهر نَاجِر فَضَلُّوا فتصافَنُوا ماءهم، وهو أن يُطْرَح في القَعْبِ حَصَاة ثم يُصَب فيه من الماء بقدر ما يغمر الْحَصَاة، وتلك الحصاة هي المَقْلة، فيشرب كل إنسان بقدر واحد، فقعدوا للشرب، فلما دار القَعْبُ فانتهى إلى كعبٍ أَبْصَرَ النمريَّ يحدِّد النظر إليه، فآثره بمائه، وقال للساقي: اسْقِ أخاكَ النمري، فشرب النمري نصيبَ كعب ذلك اليوم من الماء، ثم نزلوا من غدهم المنزلَ الآخر، فتصافَنُوا بقية مائهم، فنظر إليه النمري كنَظَره أمسه، فقال كعبَ كقوله أمس، وارتحل القوم وقالوا: يا كعب ارْتَحِلْ، فلم يكن به قوة للنهوض، وكانوا قد قربوا من الماء، فقيل له: رِدْ كعبُ إنك وَرَّاد، فعجز عن الجواب، فلما يئسوا منه خَيَّلوا عليه بثوب يمنعه من السبع أن يأكله، وتركوه مكانه، ففَاظَ، فقال أبوه مامةُ يرثيه:

ما كان من سُوقَةٍ أَسْقَى على ظَمَإِ ... خمراً بماء إذا ناجُودُها بَرَدَا ⦗١٨٤⦘

مِنَ ابن مَامَةَ كعبٍ حين عَىَّ به ... زَوُّ المنيةِ إلا حرة وَقَدَا

أوفى على الماء كعبٌ ثم قيل له: رِدْ كعبُ إِنَّكَ وَرَّادٌ فما وَرَدَا

زو المنية: قدرها، وعَىَّ به: أي عيت به الأحداث إلا أن تقتله عَطشا.

<<  <  ج: ص:  >  >>