للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-مضت قريش حتى نزلت بالعدوة (١) القصوى من الوادي

ونزل المسلمون على كثيب أعفر تسوخ فيه الأقدام وحوافر الدواب. وسبقهم المشركون إلى ماء بدر فأحرزوه وحفروا القلب لأنفسهم ليجعلوا فيها الماء من الآبار المعينة فيشربوا منا يسقوا دوابهم.

وأدرك المسلمين النعاس وأصبحوا لا يصلون إلى الماء للشرب والغسل والوضوء. فأرسل الله عليهم مطراً سال منه الوادي فشرب المسلمون واتخذوا الحياض على عدوة الوادي واغتسلوا وتوضأوا وسقوا الركاب وملأوا الاسقية وأطفأت المطر الغبار ولبد الأرض حتى ثبتت عليها الأقدام والحوافر وضر ذلك بالمشركين لكون أرضهم كانت سهلة لينة وأصابهم مالا يقدرون معه على الأرتحال وقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى ذلك بقوله {إَذْ يُغَشِّيكْمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنزِّلُ علَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ ولِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ ويُثَبَّتَ الْأقْدَامَ} .

وباب رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ربه. ويصلي تحت شجرة ويكثر في سجوده "يا حيّ يا قيوم" يكرر ذلك حتى أصبح.

قال علي رضي الله عنه فلماأن طلع الفجر نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة عباد الله فجاء الناس من تحت الشجر والحجف فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خطب وحض على القتال.


(١) العدوة جانب الوادي والقصوى البعدى.

<<  <  ج: ص:  >  >>