للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا لووا زرد العذار على النّقا ... جعلوا اللّوى فوق العقيق زرودا

رحلوا عن الوادي فما لنسيمه ... أرجٌ ولم أر في رباه الغيدا

وذوت غصون البان فيه فلم تمس ... طرباً ولم أسمع به تغريدا

فكأنما هم بانه وغصونه ... وظبا رباه وظلّه ممدودا

نصبوا على ماء العذيب خيامهم ... فلأجلهم عذب العذيب ورودا

وتحمّلت ريح الصّبا من عرفهم ... مسكاً يضوع به النسيم وعودا

قلت: شعر جيد، له ديباجة ورونق، وكأنه وقف على أبيات لابن قلاقس الإسكندري رحمه الله ورأى منزعها، فراعى ذلك المنزع، وأبيات ابن قلاقس هي:

عقدوا الشعور معاقد التيجان ... وتقلّدوا بصوارم الأجفان

وتوشحوا زرداً فقلت أراقمٌ ... خلعت ملابسها على الغزلان

ومشوا وقد هزّ الشباب قدودهم ... هزّ الكماة عوالي المرّات

جرّوا الذوائل والذوابل وانثنوا ... فثنوا عناني محصنٍ وحصان

ولربّما عطفوا الكعوب فواصلوا ... ما بين ليث الغاب والثعبان

في حيث أذكى السمهريّ شراره ... رفع الغبار لها مثار دخان

وعلا خطيب السيف منبر راحةٍ ... تتلو عليه مقاتل الفرسان

وأبيات ابن قلاقس أمتن وأجزل، إلا أن في أبيات شعيب بيتاً نادراً جيدا ليس لابن قلاقس مثله، وهو قوله:

وإذا لووا زرد العذار على النقا...... البيت

لما فيه من حسن الصناعة ودقة التخيل، وتطبيق مفاصل النصف الثاني على النصف الأول.

ومثل هذه الأبيات قطعة لأبي محمد عبد الله بن البين، وهي:

<<  <  ج: ص:  >  >>