للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنشدني شيخنا الذهبي، قال: أنشد المذكور قصيدته السائرة ذات الأوزان، وهي:

دائي ثوى بفؤادٍ شفّه سقم ... لمحنتي من دواعي الهمّ والكمد

بأضلعي لهبٌ تذكو شرارته ... من الضنى في محلّ الروح من جسدي

يوم النوى ظلّ في قلبي له ألمٌ ... وحرقتي وبلائي فيه بالرّصد

توجّعي من جوىً شبّت حرارته ... مع العنا قد رثى لي فيه ذو الحسد

أصل الهوى ملبسي وجداً به عدمٌ ... لمهجتي من رشا بالحسن منفرد

تتبّعي وجه من تزهو نضارته ... لمّا جنى مورثي وجداً مدى الأمد

هدّ القوى حسنٌ كالبدر مبتسم ... لفتننتي موهنٌ عند النوى جلدي

مودّعي قمرٌ تسبي إشارته ... إذا رنا ساطع الأنوار في البلد

مهدي الجوى مولعٌ بالهجر منتقمٌ ... ما حيلتي قد كوى قلبي مع الكبد

لمصرعي معتدٍ تحلو مرارته ... يا قومنا آخذٌ نحو الردى بيدي

قلبي كوى مالكٌ في النفس محتكمٌ ... لقصّتي وهو سولي وهو معتمدي

مروّعي سار لا شطّت زيارته ... لمّا انثنى قاتلي عمداً بلا قود

قلت: يقال إن هذه القصيدة تقرأ على ثلاث مئة وستين وجها.

وقد نظم الناس في هذا النوع قديما وحديثا، وأكثروا، وأحسن هذا النوع ما لم تظهر الكلفة عليه ويكون عذباً منسجما، وأقدم ما يوجد من هذا النوع قول

<<  <  ج: ص:  >  >>