للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان ينظم ويقدم على ذلك ولا يعظم، إلا أنه كان للشر يتسرع، ويقلد الجهل في أموره ولا يتشرع.

ولم يزل يغير وينجد في البلاد، ويتقلب بين ظهراني العباد، إلى أن غلت مراجل المنية لابن مراجل، وعجل أجله الآجل.

وتوفي رحمه الله تعالى بدمشق سنة ثلاث وسبع مئة.

وكان قد باشر عدة جهات من مشارفة ونظر، وباشر أخيراً استيفاء النظر بدمشق، وتوجه إلى مصر بعد السبع مئة، وتأخر مقامه بها شهوراً فقال:

أقول في مصر إذ طال المقام بها ... وساء من سوء ملقى أهلها خلقي

يا أهل مصر أجيبوا في السؤال عسى ... يسكن الله ما ألقى من القلق

هل فيكم من يرجى للنوال ومن ... يلقى لوفد بوجه ضاحك طلق

أم عندكم لغريب في دياركم ... بقية من ندى أو عارض غدق

فقيل ذلك مما ليس نعرفه ... وإنما سفننا تجري على الملق

فبلغ ذلك الصاحب تاج الدين بن حنا، فأرسل طلبها منه، فزاد فيها علاء الدين بن مراجل:

لكن رأيت بها مولى خلائقه ... أعاذها الله بالإخلاص والفلق

السيد الصاحب المولى الوزير ومن ... فاق الورى كلهم بالخلق والخلق

تاج المعالي وتاج الدين قد جمعت ... فيه المكارم تأتي منه في نسق

<<  <  ج: ص:  >  >>