للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخطه كما يقال طريقه بذاتها، متفردة بلذاتها. وله نظم لا بأس به ولا لَومَ كاسبه.

ولم يزل على حاله إلى أن باح الموت بسرّ ابن مكتوم، وحل به الأجل المحتوم، وفُضَّ له قبرُه المختوم.

وتوفي رحمه الله تعالى في سنة تسع وأربعين مئة في طاعونِ مصر.

ومولده في أواخر ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين وست مئة.

كنت قد سمعت بأخباره وطربت لأشعاره، فازددت له شوقاً، ولم أجد لقلبي على الصبر طوقاً، فقدر الله بالاجتماع، وزادت بُرُوق فضله في الالتمام، ورأيته غير مرة.

ثم إني اجتمعت به في القاهرة في سنة خمس وأربعين وسبع مئة وسألته الإجازة بكل ما يجوز أن يرويه فأجازني مُتَلَفّظاً بذلك. وعمل تاريخاً للنحاة ولم أقف عليه إلى الآن، وملكت بخطه " الدر اللقيط من البحر المحيط " وهو في مجلدين، التقطه من تفسير شيخنا أثير الدين، وتكلم هو في بعض الأماكن وليس بكثر بعض شيء، فجاء كتاباً جيداً.

ومن شعره، ومن خطه نقلتُ:

ما على الفاضل المهذب عارٌ ... إن غدا خاملاً وذو الجهل سامِ

فاللَّباب الشهي بالقشر خافٍ ... ومَصُون الثمار تحت الكِمامِ

والمقادير لا تلام بحالٍ ... والأماني حقيقةً بالَملاَمِ

وأخو الفهم من تزوّد للم ... ت وخلَّى الدني لنهب الطغامِ

<<  <  ج: ص:  >  >>