للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما ضرّكم رعي العهود التي مضت ... فكم قد رعى طرفي لبعدكم نجما

شُغلت بكم عن غيركم لا عدمتكم ... فطرفٌ يرى إلا محاسنكم أعمى

وعلّمني دمعي وجوهر ثغركم ... إذا غبتم عن مقلتي النثر والنظما

ولا عجب أن جاء صبري مُحاقُه ... وحسنكم قد أخجل القمر التمّا

منعتم جفوني لذة الغمض في الدجا ... فما ذاق طرفي بعدكم للكرى طعما

فكيف قضيتم بعدكم إن أدمعي ... لعيني غسل وهي لم تبلغ الحلما

أظنكم طهّرتم بمدامعي ... عيوني لما أن رأت غيركم قِدما

ولما شكت عيني إليكم سُهادها ... حكمتم عليها أن تدوم وأن تدمى

ومَن كنتم أحبابه يا سروره ... ويا سعده إن صح لك أو تمّا

ويا فوز قلب أصبحت خطراته ... الى حبكم تسمو، وصب لكم يسمى

وإن كان عذّالي عموا عن جمالكم ... فلي أُذن عن كل ما نقلوا صمّا

فكتب هو الجواب إليّ عن ذلك، ولكني لم أجده عند تعليقي هذه الترجمة.

وأنشدني من لفظه لنفسه تخميس قصيدة جيمية للعفيف التلمساني:

بالناظر الفاتر الوسنان ذي الدعج

وما بخدّ الذي تهوى من الضّرج

قم يا نديمُ فما في الوقت من حرج

انظر الى حسن زهر الروضة البهج ... واسمع ترنّم هذا الطائر الهزج

لي الهنا قد وفت سعدي بما وعدت

ودارها قربت من بعدما بعدت

فانظر تشاهد أنوار الجمال بدت

<<  <  ج: ص:  >  >>