للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان قد عمّر قاعة صغيرة، فصنعتُ أنا له أبياتاً كتبت فيها وهي:

دار يدرُّ نَداها ... إذا رأت زائريها

وينزل الضيفُ منها ... بجنّة يرتضيها

تكاد من فرط جود ... تهتزّ بالضّيف تيها

فكلُ طالع سعدٍ ... تراه من نازليها

وللورى في بناها ... أزاهرٌ تجتنيها

وكم بدورٍ تمامٍ ... من أهلها تجتليها

والشّمسُ في أُفقها من ... بنائها وبنيها

لا غروَ إن أدهشَتنا ... وحُسن يوسف فيها

[يوسف بن أسعد]

الأمير صلاح الدين الدوادار.

كان في مبدأ أمره نصف عامل في بيروت على ما قيل، ثم إنه بطّل الكتابة وتوصّل بالجندية الى أن صار دوادار الأمير سيف الدين قبجق، ثم آل أمره الى أخذ الأمرة بحلب، وولي بها الحجوبية في أيام الأمير علاء الدين ألطنبغا الحاجب، ثم ولي بها شدّ الدواوين، ثم طلب الى مصر مرات، ثم إن السلطان ولاه ثغر الاسكندرية عوضاً عن بكتمر والي الولاة في شهر رمضان سنة أربع وعشرين وسبع مئة، ثم إنه ولي منفلوط بالصعيد، ثم إنه جُعل مشدّ الدواوين بالقاهرة أيام وزارة الجمالي.

ثم عزل وبقي في مصر أميراً، ثم إن السلطان جهّزه رسولاً الى القان بوسعيد، فعاد وقد أشاع الناس أنه يكون وزيراً، فلما وصل الى مصر سُعي علي، فبطل ذلك، فسعى له الأمير سيف الدين بكتمر الساقي لما مات الأمير شهاب الدين المهمندار، فرسم له السلطان بالمهمندارية، فأقام فيها قليلاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>