للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورميتَ عن قوس الفتور فأصبحت ... غَرَضاً لأسهمكَ القلوب فسدّدِ

لم تغضضِ الجفْن الكحيل تغاضياً ... إلاّ لتقتلنا بسهم مغمَدِ

من لم يَبتْ بعذاب حُبّك قلبه ... متنعّماً لا فاز منك بموعدِ

للصبّ أسوةُ خالٍ خدّك إنه ... متنعّمٌ في جَمره المتوقّد

قلت: هذا يشبه قول عفيف الدين التلمساني:

قلبي المنعّم في هواك بناره ... إنْ كان غيري في الهوى متألّم

للصبّ أسوةُ خالٍ خدّك إنه ... في جمره متوقّداً متنعِّم

وكتب أبو الحسين الجزار إليه مُلغزاً:

وما شيءٌ له نقشٌ ونفسٌ ... ويؤكل عَظْمه ويحكّ جلده

يؤدّبه الفتى إدراك سُؤْلٍ ... وقد يلقى به ما لا يؤدّه

ويأخذ منه أكثره بحقٍّ ... ولكن عند آخره يردّه

فكتب الجواب إليه محيي الدين المذكور:

أمولاي الأديب دعاء عبد ... ودود لا يحول الدهرَ ودّه

يرى محض الثناء عليك فَرضاً ... ولا يثني عِنان الشكر بُعده

لقد أهديتَ لي لغزاً بديعاً ... يضلّ عن اللبيب لديه رُشده

وقد أحكمتَه دُرّاً نَضيداً ... يُشنِّف مسمعي بالدُّرّ عقده

فشطرُ اللغز أخماسٌ ثلاث ... للغزكَ إنْ تُردْ يوماً أحدُّه

<<  <  ج: ص:  >  >>