للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حفظ المنهاج للنووي، وسمع من ابن أبي الفتح محمد بن أحمد الدشناوي، أقام بإسنا سنين، ثم أقام بقوص إلى أخر عمره. وكان دخل مصر وحضر الدروس.

وكان خفيف الروح، يكتم سره ولا يبوح، لطيفاً في حركاته وكلامه، متحبباً إلى من واجهه بتحيته وسلامه، قليل الغيبه، إذا نقل عن أحد شيئاً حمله على أحسن محامله ونفى الريبه. وكان يعرف شيئاً من الموسيقى، وينزل النغم على الوزن تطبيقا، إلا أنه عمره انخلع من الخلاعه، وادكر الموقف واطلاعه، والتزم بالإشغال، واشترى بالرخيص الغال، وانتصب للعلم، وجنح بعد حرب التصابي إلى السلم، ورمى السلاح، ودخل في زمرة الصلاح.

ولم يزل على حالته هذه إلى أن توجه إلى أخراه، وحمده الصبح بعد مسراه.

ووفاته - رحمه الله تعالى - بعد العشرين وسبع مئة.

ومن شعره:

إن المليحة والمليح كلاهما ... حضرا ومزمارٌ هناك وعود

والرّوض فتّحت الصّبا أكمامه ... فكأنّه مسكٌ يفوح وعود

ومدامةٌ تجلو الهموم فبادروا ... واستغنموا فرص الزّمان وعودوا

ومن شعره فيمن وقعت على نصفيته قنينة حبر:

جاء البهاء إلى العلوم مبادراً مع ما حوى من أجره وثوابه

ملئت صحائفه بياضاً ساطعاً ... غار السّواد فشنّ في أثوابه

<<  <  ج: ص:  >  >>