للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[صاحب الذوق السليم من الندماء]

أشعار ومنادمات، ونوادر مضحكات، وتواريخ وحكايات، وأسمار مذهبات، يقضي حاجتك، ويلبي دعوتك، ولا يخذل كلمتك، يجلب إليك السرور، ويساعدك في كل الأمور، يأتيك بالفرح، ويذهب عنك الترح، يحببك إلى الأصحاب، ويجمع بينك وبين الأحباب.

لو لم يَكُن مِثلَ النَسيمِ لَطافَةً ... ما كان يعطِفُ لي غُصون البانِ

رجل مطواع، لقولك سماع، يدري الجميل، ويقنع منك بالقليل، ويسيرك أحسن سير، يعلمك الكرم، ويترك عنك الندم، ويعلمك السخاء السماح والخصائل الملاح، ينبهك على صلى الرحم والقرائب والأصحاب والحبائب، يواسيك ويسليك، ويتوجع إليك ويكفيك، فهو الخليل والرفيق، فنعم الصديق.

[وضد ذلك المسلوب الذوق من الندماء]

كثير الغلبة، مالح الرقبة، وعشراؤه معه في غلبة، مقراض الأعمار، غمر من الأغمار، يكابر في المحسوس، وهو أبلم من التيوس ذو فهم معكوس، ما يعشرك إلا لأجل الفلوس، يظهر الشفقة إليك، وهو في الحقيقة عليك، يقطع على الحاكي حكايته، ويحكي مثلها بسماجته، يشبه الماء بالماء، ويدعي البصيرة وهو في الحقيقة أعمى، ينغص العيش بالمكابرة وبثقالة الدم والمحاورة، يظهر القبيح، ويخفي الجميل، لا يفعل من الخير كثير ولا قليل، رديء النفس

<<  <   >  >>