للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يمينك إلى شمالك فأجاب الفضل قد سمعت ما قال أمير المؤمنين في أخي وما انتقلت عني نعمة صارت إليه ولا غربت عني رتبة طلعت عليه فانظر إلى هذه المآثر والمكارم التي هي للجباه غرر وللثغور مباسم ومن ملحهم ما كتبه أبو العير وهو أحمد بن محمد بن عبد الله الهاشمي تقليداً لأبي العجل يا أبا العجل وفقك الله وسددك وإلى كل خير أرشدك وليتك خراج ضياع الهواء ومساحة الفضاء وكيل ماء الأنهار وعد ورق الأشجار وطرار الأوبار وصدقات البوم وقسم الشوم بين الهند والروم وأجريت لك من الأرزاق ما يقوم بأودك في الانفاق بغض أهل حمص لأهل العراق وأمرتك أن تجعل عيالك بنيسان واصطبلك بهمدان ومطبخك بحران وبيت مالك بسجستان وديوانك بغانه ومجلسك بفرغانه وخلعت عليك خفي حنين وقميصاً من شين وسراويل من دين وعمامة من مخنة عين وحملتك على حمار مقطوع الذنب والاذنين مكسور اليدين والرجلين فدر في عملك كل يوم مرتين واحمد الله على ما ألهمنا فيك وقابلنا بالشكر على ما نوليك

[ولنذكر من كلام الخطباء ذوي البراعة واللسن ما كان ذا لفظ بديع]

ومعنى حسن بعد أن نورد في شرف الخطابة والخطباء كلاماً يمتزج بالقلوب امتزاج الماء بالصهباء

قال الله تعالى في حق داود عليه السلام مبيناً عن شرف ما أجزل له في العطاء وأطاب وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب ذكر أن فصل الخطاب هو أما بعد في الخطبة وأنه أول من قالها وقالت العرب إن أول من قالها قس بن ساعدة الأيادي وأول من خطب لقمان بعدد أود عليه السلام وبه يضرب المثل في الحكمة والموعظة الحسنة وفي الحديث إن شعيباً خطيب الأنبياء وفي المثل أخطب من قس هو قس بن ساعدة الأيادي ولأياد وتميم شرف ليس لأحد من العرب لأن النبي صلى الله عليه وسلم روى كلام قس وموعظته بعكاظ وهذا استناد تعجز عنه أماني الرجال وتنقطع دونه الآمال وبذلك كان خطيب العرب قاطبة

<<  <   >  >>