للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا عفو عن مثلهم في مثل ما طلبوا ... وإن يكن ذاك كان الهلك والعطبا

فمنهم أهل غمان ومجدهم ... عال وإن حاولوا ملكاً فلا عجبا

إن تعف عنهم يقول الناس كلهم ... لم يعف حلماً ولكن عفوه رهبا

وإن أحسن من ذا العفو لو هزموا ... لكن هم اتبوا من سيفك الهربا

علام تقبل منهم فدية وهم ... لا فضة قبلوا منه ولا ذهبا

اسق الكلاب غد من فتية دمها ... عند البرية تستسقى به الكلبا

لو لم يسر جان أن تعض محاجزه ... واللبث لا يحسن النقبا إذا وثبا

آخر

يفيض إليّ الشر حتى إذا أتى ... لينزل رحلي قلت للشر مرحبا

وأركب ظهر الشر حتى أذله ... إذا لم أجد الأعلى الشر مركبا

واكوى بلا نار اناساً بظلمهم ... وأصفح أحياناً وإن كنت مغضبا

ولله در من قال

إذا آمن الجهال جهلك مرة ... فعرضك للجهال غنم من الغنم

وإن أنت باريت السفيه إذا أنتمي ... فأنت سفيه مثله غير ذي حلم

فلا تعترض عرض السفيه وداره ... بحلم فإن أعيا عليك فبالصرم

وغم عليه الجهل والحلم والقه ... بمنزلة بين العداوة والحلم

فيرجوك تارات ويخشاك تارة ... وتأخذ فيما بين ذلك بالحزم

فإن لم تجد بدا من الجهل فاستعن ... عليه بجهال فذاك من العزم

ودع عنك في كل الأمور عتابه ... فإنك إن عاتبته كان كالخصم

ومن عاتب الجهال لم يشف نفسه ... ولكنه يزداد سقماً على سقم

<<  <   >  >>