للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عدي بن زيد

إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ... ولا تصحب إلا ردى فتردى مع الردى

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ... فكل قرين بالمقارن يقتدى

آخر

لا تك للجاهل خدناً فقد ... يعتبر الصاحب بالصاحب

علامة الانسان في خدنه ... تبين للشاهد والغائب

ولبعضهم

إذا اخترت أن يبقى لك الدهر صاحباً ... فمن قبل أن يصفو لك الودّ فاغضبه

فإن كان في حال التباغض راضياً ... وإلا فقد جربته فتجنبه

قال ابن مسعود ما شيء أدل على شيء ولا الدخان على النار من الصاحب على الصاحب وقال حكيم كل انسان يأنس إلى شكله كما أن كل طير يطير مع جنسه ومن النوادر أن حكيماً رأى غراباً مع حمامة فعجب من تألفهما مع مباينتهما في الجنس فأثارهما فإذا كل منهما مكسورا الجناح فقال إنما جمع بينهما العلة وقالت الحكماء الأضداد لا تتفق والأشكال لا تفترق وقالوا على قدر تشاكل الأجناس تتألف قلوب الناس وأقربهما مشاكلة أحسنهما مواصلة وأكثرها تنافراً أطولها تهاجراً وحكى أن عبد الله بن جعفر جاء مكة ليلاً فبات خارجها فلما أصبح دخلها فقال يا أهل مكة عرفنا أخياركم من أشراركم في ليلة واحدة نزلنا ومعنا أخيار وأشرار فنزل أخيارنا على أخياركم وأشرارنا على أشراركم وقد نظم المتنبي هذا القول في بيت واحد فقال

وشبه الشيء منجذب إليه ... واشبهنا بدنيانا الطغام

<<  <   >  >>