للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رُبَّ رميةٍ من غير رامٍ.

[باب الرجل المعروف بالإصابة والصدق تكون منه الزلة والسقطة.]

قال الأصمعي: من أمثالهم في هذا:

لا يعدم الحسناء ذماً قال أبو عبيد: والذم: هو العيب وفيه لغتان ذم وذيم. ومنه قولهم: لكل جوادٍ كبوة، ولكل صارمٍ نبوة ولكل عالمٍ هفوة.

ومثل العامة في هذا.

إنَّ الجواد قد يعثر.

قال أبو عبيد: وقد يضرب هذا المثل في غير المنطق أيضاً، وذلك كالرجل يكون الغالب عليه أفعال الأمور الجميلة، ثم تكون منه الهفوة والزلة. ومثله قول أبي الدرداء الأنصاري: من لك بأخيك كله.

وكذلك قولهم: أيُّ الرجال المهذب.

ومنه قول النابغة الذبياني:

ولست بمستبقٍ أخاً لا تلمه ... على شعثٍ أيُّ الرجال المهذبُ

قال أبو عبيد: معاني هذه الأمثال كلها أنه ليس أحد يخلو من عيب يكون فيه، فإذا كان الغالب على الرجل الإحسان اغتفرت سقطته. ومنه الحديث المرفوع:

<<  <   >  >>