للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قد ترهيأ القوم.

وذلك أن يضطرب عليهم الرأي فيقولوا مرة كذا ومرة كذا.

[باب الخطأ في سوء التدبير عند إضاعة الشيء لطلب غيره ثم لا يدركه]

قال أبو عبيد: من أمثالهم المعلومة في هذا قولهم: لا ماءك أبقيت ولا درنك أنقيت.

قال: واصله أنَّ رجلاً كان في سفر ومعه امرأة، وكانت عاركاً، فحضر طهرها ومعها ماء يسير، فاغتسلت به، ثم لم يكفيها لغسلها وقد أنفذت الماء، فبقيت هي وزوجها عطشانين، فعندها قال لها هذه المقالة.

ومن هذا قولهم: نفع قليل وفضحت نفسي.

ومن أمثالهم في نحو هذا قولهم، وليس هو من هذا بعينه: لا أبوك نشر ولا التراب نفد.

وكان الأحمر يذكر أصل هذا أنَّ رجلاً قال: لو علمت أين قتل أبي لأخذت من تراب موضعه فجعلته على رأسي، فقيل له هذا المقالة، أي إنك لا تدرك بهذا ثأر أبيك، ولا تقدر أن تنفد التراب. ويروى عن عون بن عبد الله بن عتبة، وكان أحد الحكماء، إنّه قال لرجل: " لا تكن مثل من تغلبه نفسه على ما يظن، ولا يغلبها على ما يستيقن ".

- باب الخطأ في اتهام النصيح قال أبو زَيد: من أمثالهم في هذا قولهم:

<<  <   >  >>