للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أبو عبيد: ومن أمثالهم في التخليط: قد استنوق الجمل.

وهو الرجل يكون في حديث أو في صفة شيء، ثم يخلط ذلك بغيره، وينتقل إليه. وكان بعض العلماء يخبر أنَّ هذا المثل لطرفة بن العبد، وكان أصله أنه كان عند بعض الملوك وشاعر ينشد شعرا في وصف جمل، ثم حوله إلى نعت ناقة، فقال طرفة عندها: " استنوق الجمل " وقد يقال ذلك لرجل يظن به إنّه عنده غناءً، من الشجاعة وجلد، ثم يكون الأمر على خلاف ذلك، وانشد للكميت:

هززتكم لو أنَّ فيكم مهزة ... وذكرت ذا التأنيث فأستنوق الجمل

باب الرجل يكون ضاراً لا نفع عنده.

قال أبو زيد: من أمثالهم في هذا قولهم: المعزى تبهى ولا تبنى.

قال أبو عبيد: وأصل هذا إنَّ المعز ليس تكون منها الأبنية، وهي بيوت الأعراب، وإنّما تكون أخبيتهم من الوبر والصوف، ولا تكون من الشعر، والمعز مع هذا ربما صعدت الخباء فخرقته، فلذلك قولهم: " تبهي " يقال: أبهيت البيت أبهيه، إذا خرقته، وهو بيت مبهى، فإذا أردت إنّه انخرق هو قيل: بيت باهٍ. قال أبو عبيد: وكان بعض علمائنا ينشد هذا البيت في الرجل يكون ضاراً لا نفع عنده:

<<  <   >  >>