للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبدُ الله بن أُنيسٍ الأنصاريُّ (١)

وهو الذي بعثه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى سفيانَ الهذليِّ، فقتله.

ما أَسند عبدُالله بن أُنيسٍ الأنصاريُّ

جابرُ بن عبدِالله الأنصاريُّ، عن عبد الله بن أُنيسٍ

١٤٩١٤ - حدثنا عليُّ بن عبد العزيزِ، قال: دثنا أبو الوليدِ الطَّيَالِسيُّ (٢) . ⦗٢٧٦⦘

ودثنا أبو مُسلمٍ الكَشِّيُّ (٣) ، قال: دثنا عبدُالله بن رجاءٍ الغُدَانيُّ، وحجّاجُ بن المنهالِ. ⦗٢٧٧⦘

ودثنا عبدُالله بن أحمدَ بن حنبلٍ، قال: دثنا شَيبانُ بن فَرُّوخٍ؛ قالوا: دثنا هَمّامٌ، قال: دثنا القاسمُ بن عبد الواحدِ، قال: دثنا عبدُالله ابن محمد بن عَقيلٍ؛ أنّ جابرَ بن عبد الله حدّثه قال: بلغني عن رجلٍ من أصحابِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حديثًا (٤) سمعه من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ولم أسمعْهُ منه، فخشيتُ أن يموتَ أو أموتَ قبل أن أسمعَهُ، فابْتعتُ بعيرًا، فشَددتُ عليه رَحْلي، ثم سِرتُ عليه شهرًا، حتى قدمتُ الشامَ، فأتيتُ عبدَالله بن أُنيسٍ الأنصاريَّ، فقمتُ فاستأذنتُ عليه، فقلتُ: جابرُ بن عبد الله، فخرج عليَّ فعانَقني وعانقتُه. قال: قلتُ: حديثًا (٥) بلغني أنّك ⦗٢٧٨⦘ سمعتَه من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في المظالمِ، خشيتُ أن تموتَ أو أموتَ قبل أن أسمعَهُ، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «يَحْشُرُ اللهُ العِبَادَ- وَأَوْمَأ بِيَدِهِ قِبَلَ الشَّامِ- عُرَاةً حُفَاةً غُرْلاً بُهْمًا» - قال: قلتُ (*) : ما "بُهْمًا" (٦) ؟ قال: ليس معهم شيء- «فَيُنَادِي مُنَادٍي (٧) بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ: أَنَا المَلِكُ الدَّيَّانُ، لَا يَنْبَغِي لأَِحَدٍ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ يَدْخُلَ ُ (**) الجَنَّةَ وَأَحَدٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَطْلُبُهُ بِمَظْلِمَةٍ، وَلَا يَنْبَغِي لأَِحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَدْخُلَ ُ (**) النَّارَ وَأَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ يَطْلُبُهُ بِمَظْلِمَةٍ، حَتَّى اللَّطْمَةُ» . قال: قلتُ (*) : وكيف، وإنما نأتي عُراةً غُرلاً بُهْمًا؟! قال: «الحَسَنَاتُ وَالسَّيِّئَاتُ» .


(١) سيأتي بعد خمسة أحاديث ذكر عبد الله بن أنيس بن حرام الجُهني؛ لأن الطبراني فرَّق بينهما، ورَوى- في آخر الحديث الآتي برقم [١٤٩١٦]- عن علي بن المديني، أنه قال: «هذا عبد الله بن أنيس الأنصاري، وليس الجُهني، هذا عبد الله بن أنيس الأنصاري الذي روى عنه جابرُ بن عبد الله» . وجمع بينهما أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٣/١٥٨٥) ، وذكر أن علي بن المديني فرَّق بينهما، ونقل قوله هذا، وزاد فيه: «الأنصاري هو الذي روى عنه جابرُ بن عبد الله في القصاص، وليس الجهني الذي روى عنه أولاده في نزول ليلة القدر ... » ، ثم ذكر أبو نعيم تفريق ابن منده بينهما بجعلهما ترجمتين، مع أن ابن الأثير حكى في "أسد الغابة" (٣/١٧٩) عن ابن منده أنه قال في ترجمة عبد الله بن أنيس الأنصاري: «فرَّق أبو حاتم بينه وبين ابن أنيس الجُهني، وأراهما واحدًا» .
(٢) هو: هشام بن عبد الملك الطيالسي.
[١٤٩١٤] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/١٣٣) ، وقال: «رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وعبد الله بن محمد ضعيف» .
ورواه المزي في "تهذيب الكمال" (٢٣/٣٩٢ - ٣٩٤) من طريق المصنف، به.
ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٣٩٩٩) عن فاروق بن عبد الكبير الخطابي، عن أبي مسلم الكشي، به.
وراه ابن ناصر الدين في "مجلس في حديث جابر" (ص٣٣-٣٥) من طريق العباس بن الفضل الأسفاطي، عن أبي الوليد الطيالسي، به.
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٢٠٣٤) ، وفي "السنة" (٥١٤) ؛ عن شيبان بن فرُّوخ، به. ⦗٢٧٦⦘
ورواه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (٦٤٣) عن أحمد بن محمد بن غالب، وأبو ذر الهروي في "فوائده" (٢) من طريق محمد بن سليمان، والخطيب في "الرحلة في طلب الحديث" (٣١) ، والضياء في "المختارة" (٩/٢٥-٢٦) ؛ من طريق أبي يعلى الموصلي، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (٥٦٦) ؛ من طريق أحمد بن علي بن سعيد؛ جميعهم (أحمد بن محمد، ومحمد بن سليمان، وأبو يعلى، وأحمد بن علي) عن شيبان بن فرُّوخ، به.
ورواه ابن أبي شيبة في "مسنده" (٨٥١) ، وأحمد (٣/٤٩٥ رقم ١٦٠٤٢) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (٤٠/بغية الباحث) - ومن طريقه أبو نعيم في "المعرفة" (٣٩٩٩) -، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٣٥٢٧) ، والحاكم في "المستدرك" (٢/٤٣٧-٤٣٨) ، و (٤/٥٧٤-٥٧٥) ، والخطيب في"الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (١٧٤٨) ؛ من طريق يزيد بن هارون، والبخاري في "الأدب المفرد" (٩٧٠) عن موسى بن إسماعيل، وفي "خلق أفعال العباد" (ص٩٨-٩٩) ، وفي "التاريخ الكبير" (٧/١٦٩-١٧٠) مختصرا؛ عن داود بن شبيب، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (٣٩/بغية الباحث) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (٦٤٣) ؛ من طريق هدبة بن خالد، وابن قانع في "معجم الصحابة" (٢/١٣٥-١٣٦) من طريق عفَّان بن مسلم؛ جميعهم (يزيد بن هارون، وموسى، وداود، وهدبة، وعفان) عن همَّام بن يحيى، به.
ورواه الروياني في "مسنده" (١٤٩١) من طريق محمد بن مسلم الطائفي، والمصنف في "الأوسط" (٨٥٩٣) من طريق داود بن الوازع، والخطيب في "الرحلة في طلب الحديث" (٣٢) من طريق عبد الوارث بن سعيد؛ جميعهم (محمد ابن مسلم، وداود، وعبد الوارث) عن القاسم بن عبد الواحد، به.
ورواه المصنف في "مسند الشاميين" (١٥٦) ، وتمام في "الفوائد" (١٧٤٦/الروض البسام) ؛ من طريق محمد بن المنكدر، والخطيب في "الرحلة في طلب الحديث" (٣١) ، وابن قدامة في "إثبات صفة العلو" (ص٧٢) ؛ من طريق أبي الجارود؛ كلاهما (محمد بن المنكدر، وأبو الجارود) عن جابر بن عبد الله، به.
وعلق البخاري بعضه في "صحيحه" قبل الحديثين (٧٧) و (٧٤٨١) .
(٣) هو: إبراهيم بن عبد الله بن مسلم. ⦗٢٧٧⦘
(٤) كذا في الأصل، والجادَّة كما في مصادر التخريج: «حديث» بالرفع؛ لأنه فاعل «بلغني» ، وما في الأصل- إن لم يكن خطأ من الناسخ- فله توجيهات: أحدها: أن يضبط الفعل هكذا: «بَلَّغَني» بتشديد اللام، ويكون «حديثًا» مفعول به منصوب، والفاعل ضمير مستتر يعود على مفهوم من السياق؛ والتقدير: بَلَّغَني مبلِّغٌ عن رجل من أصحابِ النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا. وانظر في عَوْد الضمير إلى المفهوم من السياق: التعليق على الحديث [١٣٩٣٤] .
والثاني: أن يكون الفعل: «بلغني» مخفف اللام، وقولُه: «حديثًا» مفعول به لفعل محذوف تقديره: «رَوَى» أو نحوه، والجملة في محل جر نعت لـ «رجل» . وانظر في حذف الفعل: "مغني اللبيب" (ص ٥٩٦-٥٩٧) .
والثالث: أن يكون الفعل مخففًا أيضًا، و «حديثًا» فاعلٌ، لكنه جاء منصوبًا كالمفعول به لوضوح المعنى وأمن الالتباس، والعرب قد يحملُها ظهورُ المعنى وأمن الالتباس والعلمُ بأنَّ السامع لا يجهل المراد: على نصب المرفوع ورفع المنصوب اكتفاءً بالقرينة المعنوية؛ كقولهم: «خَرَقَ الثوبُ المسمارَ» ، و «كَسر الزجاجُ الحجرَ» ، ونحو ذلك، إلا أن هذا غير مقيس.
وانظر في الكلام على نصب الفاعل ورفع المفعول اكتفاءً بالقرينة المعنوية: "شرح التسهيل" (٢/١٣٢-١٣٣) ، و"شرح الأشموني" (٢/١٤٢) ، و"شرح ابن عقيل" (١/٤٨٥) ، و"مغني اللبيب" (ص٦٦٢-٦٦٣) ، و"همع الهوامع" (٢/٦-٧) .
(٥) قوله: «حديثًا» هنا مفعولٌ به، وناصبُه فعل محذوفٌ تقديره: «أتذكر حديثًا» ، أو «حدِّثني حديثًا» . وانظر في حذف الفعل: "مغني اللبيب" (ص ٥٩٦-٥٩٧) . ⦗٢٧٨⦘
(*) القائل: عبد الله بن أنيس. وفي بعض المصادر: «قال: قلنا ... » .
(٦) هذا حكاية للقول المتقدم بلفظه، وانظر في الحكاية: التعليق على الحديث [١٤٦١٠] .
(٧) كذا في الأصل بإثبات الياء، وهو صحيح، والجادة: «منادٍ» ، وانظر التعليق على الحديث [١٣٨٠١] .
(**) قوله: «يدخل» كذا هنا وفي بعض مصادر التخريج في الموضعين، وفي "تهذيب الكمال" وأكثر مصادر التخريج: «أن يدخل» في الموضعين، وهو الجادَّة، ويكون قوله: «أن يدخل» مصدرًا مؤولاً في محل رفع فاعل «ينبغي» .
وما وقع في الأصل وبعض مصادر التخريج يخرَّج على حذف «أَنْ» ، مع جواز رفع الفعل ونصبه؛ قال العكبري: «إذا حُذِفَتْ «أنْ» : فمن العرب مَنْ يرفع الفعل المذكور، ومنهم من ينصبه بتقدير «أن» » . اهـ.
وقال ابن الأثير في "النهاية" (٢/٢٨٧) : «وهي لغةٌ فاشيةٌ في الحجاز، يقولون: يريدُ يَفْعَلَ، أي: أنْ يَفْعَلَ، وما أكثَرَ ما رأيتُهَا في كلام الشافعي رحمة الله عليه» . اهـ.
ومن شواهد ذلك: قراءة الحسن البصري: {تَأْمُرُونِّي أَعْبُدَ} [الزمر: ٦٤] ، بنصب «أَعْبُدَ» ، وقرأ الجمهور بالرفع. وقولُ العرب: تَسمَعُ َ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ مِنْ أن تراه. يروى برفع «تسمع» وبنصبه. وانظر: "رسالة الشافعي" (الفقرات: ١٦٨، ٧٣١، ١٧٣٢) ، وانظر: "سر صناعة الإعراب" (١/٢٨٥) ، و"إعراب الحديث النبوي" ⦗٢٧٩⦘ للعكبري (ص ٢٦٣-٢٦٤) ، و"مغني اللبيب" (٢/٦٠٥) ، و"أوضح المسالك" (٤/١٧٠-١٧٩) ، و"التصريح، شرح التوضيح" للشيخ خالد الأزهري (٢/٣٩١-٣٩٢) ، و"همع الهوامع" (١/٣٠-٣١) ، و"خزانة الأدب" (٨/٥٨٠- الشاهد ٦٧٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>