للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السموات والأرض.. ") .

وسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فانزل الله تعالى هذه الآية: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ) [البقرة، الآية: ١٨٦] (١) .

[رد الرسول - صلى الله عليه وسلم - على وفد نجران]

تروي لنا كتب التاريخ قصة المباهلة المشهورة بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - ووفد نجران، نختار منها المناقشة الدائرية بينه وبينهم، وكان عمادها الجدل بالتي هي أحسن.

وقد أورد الطبري في تفسيره أن النصارى أتوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخاصموه في عيسى ابن مريم، وقالوا له: من أبوه؟

وقالوا على الله الكذب والبهتان لا إله إلا هو لم يتخذ صاحبة ولا ولدا. فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ألستم تعلمون أنه لا يكون ولد إلا وهو يشبه أباه) ؟ قالوا: نعم.

قال: فإن ربنا صور عيسى في الرحم كيف شاء.

قال: ألستم تعلمون أن ربنا حي لا يموت وأن عيسى يأتي عليه الفناء؟

قالوا: بلى.

قال: ألستم تعلمون أن ربنا قيم على كل شيء يكلؤه ويحفظه ويرزقه.

قالوا: بلى.

قال: فهل يملك عيسى من ذلك شيئًا؟ قالوا: لا.

قال: ألستم تعلمون أن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء؟

قالوا: بلى.

قال: فهل يعلم عيسى من ذلك شيئًا إلا ما علم؟

قالوا: لا.

قال: ألستم تعلمون أن ربنا لا يأكل الطعام ولا يشرب الشراب ولا يحدث الحدث؟

قالوا: بلى.


(١) تفسير ابن كثير ج ١ ص ٢ يقول ابن تيمية: وقصّتهم مشهورة متواترة نقلها أهل السير،
وأهل التفسير، وأهل الحديث وأهل الفقه وأصل حديثهم معروف.

<<  <   >  >>