للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مع وضوح الأمر فقال: "ويل لكل أفاك أثيم.... الآيات الثلاث " (٧ - ٩) ثم قال: "هذا هدى" (آية: ١١) وأشار إلى الكتاب وجعله نفس الهدى لتحمله كل أسباب الهدى في جميع جهاته ثم توعد من كفر به ثم أردف ذلك بذكر نعمه وآلائه ليكون ذلك زائدا في توبيخهم، والتحمت الآي عاضدة هذا الغرض تقريعا وتوبيخا ووعيدا وتهديدا إلى آخر السورة.

[سورة الأحقاف]

لما قدم ذكر الكتاب وعظيم الرحمة به وجليل بيانه وأردف ذلك بما

تضمنته سورة الشريعة من توبيخ من كذب به وقطع تعلقهم وأنه سبحانه قد

نصب من دلائل السماوات والأرض ما ذكر في صدر السورة ما كل قسم منها كاف في الدلالة وقائم بالحجة ومع ذلك فلم يجر عليهم إلا التمادي

على ضلالهم والانهماك في سوء حالهم وسيء محالهم، أردفت بسورة الأحقاف

تسجيلا بسوء مرتكبهم وإعلاما بأليم منقلبهم فقال تعالى: " مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى "،

ولو اعتبروا بعظيم ذلك الخلق وإحكامه وإتقانه لعلموا أنه لم يوجد عبثا ولكنهم عموا عن الآيات، وتنكبوا عن انتهاج الدلالات "والذين كفروا عما أنذروا معرضون ".

<<  <   >  >>