للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: "إن الذين آمنوا".. إلى خاتمة السورة

ولما كان حاصل ذلك افتراقهم على صنفين ولم يقع تعريف بتباين أحوالهم، أعقب ذلك بمآل الصنفين واستيفاء جزاء الفريقين المجمل ذكرهم فقال تعالى: "يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (٦) .

[سورة العاديات]

أقسم سبحانه على حال الإنسان بما هو، فقال: "إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦)

أى لكفور يبخل بما لديه من المال كأنه لا يجازى ولا يحاسب

على قليل ذلك كثيره من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وكأنه ما جمع بقوله: "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره "، "وإنه لحب الخير" أى المال "لشديد"

لبخيل "وإنه على ذلك لشهيد"

وأن الله على ذلك لمطلع فلا نظر في أمره وعاقبة مآله (إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (٩) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (١٠) ، أى ميز ما فيها من الخير والشر ليقع الجزاء عليه "إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (١١)

لا يخفى عليه شىء من أمرهم "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨) .

[سورة القارعة]

لما قال تعالى: "أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (٩) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (١٠) "

وكان ذلك مظنة لأن يسأل متى ذلك، فقيل يوم القيامة

الهائل الأمر، الفظيع الحال، الشديد البأس والقيامة هي القارعة، وكررت تعظيما

<<  <   >  >>