للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب} ) (الطلاق: ٢، ٣) قال أبو ذر «قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية ثم قال: يا أبا ذرّ لو أن الناس كلهم أخذوا بها لكفتهم» وبإصلاح العمل وغفران الذنب {اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا * يصح لكم أعمالك ويغفر لكم ذنوبكم} (الأحزاب: ٧٠، ٧١) وبكلفين من الرحمة والنور {اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به} (الحديد: ٢٨) وبالقبول {إنما يتقبل الله من المتقين} (المائدة: ٢٧) وبالإكرام والإعزاز عند الله تعالى {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} (الحجرات: ١٣) وبالنجاة من النار {ثم ننجي الذين اتقوا} (مريم: ٧٢) وبالخلود في الجنة {أعدت للمتقين} (آل عمران: ١٣٣) وبغاية ذلك القصوى وهي محبة الله تعالى وموالاته، وانتفاء الخوف والحزن، وحصول البشارة في الدنيا والآخرة والفوز العظيم {إن الله يحب المتقين} (التوبة: ٧) {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم} (يونس: ٦٢ - ٦٤) ولو لم يكن في التقوى سوى هذه الخصلة لكفت «وفي أوائل تفسير البيضاوي: للتقوى

ثلاث مراتب: (الأولى) التوقي عن العذاب المخلد بالتبري عن الشرك وعليه قوله تعالى: {وألزمهم كلمة التقوى} (الفتح: ٢٦) (والثانية) التجنب عن كل ما يؤثم من فعل أو ترك حتى الصغائر عند قوم، وهو المتعارف باسم التقوى في الشرع وهو المعنى بقوله تعالى: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا} (الأعراف: ٩٦) (والثالثة) أن يتنزه عما يشغل سره عن الحق ويتبتل إليه بشراشره: وهو التقى الحقيقي المطلوب بقوله تعالى: {اتقوا الله حق تقاته} (آل عمران: ١٠٢) . ثم قال في قوله تعالى: {اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون} (البقرة: ٢١) نبه به على أن التقوى منتهى درجات السالكين وهو التبري من كل شيء سوى الله تعالى اهـ فحمله على المقام الأكمل من مراتبها. وفي كتاب «التقوى» لابن أبي الدنيا والحليلة وغيرهما أنه قيل لأبي الدرداء: إنه ليس أحد له بيت في الأنصار إلا وقد قال شعراً فقال: وأنا قد قلت

<<  <  ج: ص:  >  >>