للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحميدي وأبو مسعود وابن الجوزي فأورده في المتفق عليه من حديث سهل، وتبعهم المصنف وأبي مالك الطرقي وخلف فعزياه إلى البخاري فقط، ذكره ابن النحوي. قلت: وجرى على الأخير الحافظ المزي فاقتصر على عزوه إلى البخاري في كتاب النكاح والرقاق، قال: وأخرجه ابن ماجه في الزهد وقال الحافظ ابن حجر في «النكت الظراف على الأطراف» : قال الحميدي: ذكره ابن مسعود في المتفق عليه ولم أجده في مسلم. قال الحافظ: وذكره خلف والطرقي وغيرهما في أفراد البخاري وهو الصواب اهـ. (قوله حريّ هو بفتح الحاء) المهملة (وكسر الراء) لا حاجة إلى وصفها بالإهمال دفعاً لاشتباهها بالزاي للفرق بين اسميهما بتنوين الياء الأخيرة في اللغة المشهورة فيه دون الراء (وتشديد الياء: أي حقيق) وبمعناه جدير وقمير، وعسى (وقوله شفع بفتح الفاء) مضارعة يشفع فتحها أيضاً.

٢٥٤٣ - (وعن أبي سعيد) سعد بن مالك بن سنان الأنصاري (الخدري رضي الله عنه عن النبي قال: احتجت) بتشديد الجيم: أي تخاصمت (الجنة والنار) قال الطيبي: والمقصود حكاية ما يقع بيهما مما اختص به كل منهما، وفيه شائبة من معنى الشكاية ألا ترى كيف قال للجنة «أنت دار رحمتي» إلخ فأقحم كلاً بما تقتضيه مشيئته. قال المصنف: هذا الحديث على ظاهره وإن الله تعالى جعل فيهما إدراكاً فتحاجا، ولا يلزم من هذا أن يكون التمييز فيهما دائماً وكذا قال الطيبي، قال ويجوز أن يكون على وجه التمثيل (فقالت النار فيّ) بتشديد الياء أولاهما المدغمة آخر الحروف وثانيهما ياء المتكلم (الجبارون) أي الذين يقهرون الغير على مراداتهم على حسب أهويتهم (والمتكبرون، وقالت الجنة فيّ) بتشديد الياء أيضاً (ضعفاء الناس) أي المتواضعون منهم أو المستضعفون فيهم لفقرهم وعدم ثروتهم، وإنما عزّ الدنيا عند أهلها السكارى بحبها. قال سيدنا عمر بن الخطاب: عزّ الدنيا بالمال، وعزّ الآخرة بالأعمال (ومساكينهم) أي

<<  <  ج: ص:  >  >>