للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشبهة الخامسة عشرة ضياع خمسمائة خطبة نبوية؟!

هذه شبهة جديدة أملاها الشيطان على بعض منكري السنة المعاصرين، ثم أخذ الآخرون يرددنها ويهولون من شأنها ظانين أنهم اكتشفوا معول هدم للسنة لم يعرفه من قبلهم أحد.

ومن صور التهويل عنوان طالعتنا به مجلة (روز اليوسف) في منتصف عمود من مقال لواحد من منكري السنة المعاصرين، والعنوان كتب بشكل بارز لافت للنظر، وهو: "التدوين الباطل أستبعد ٥٠٠ خطبة للنبي - صلى الله عليه وسلم - لأسباب سياسية؟!

والنظر العابر في هذا الكلام يريك أن منكري السنة وظفوا هذه الشبهة للاستدلال على أن رواية الحديث النبوي ينبغي أن لا يثق فيها أحد، فقد كان تدوينها باطلاً، بدليل أنه لر يرو لنا خطبة واحدة من خطب النبي التي ألقاها في المسلمين؟!

فليس من المقصزد عند هؤلاء الماكرين مكر السوء أن يعاد النظر في الحديث النبوي (غربلته) للتمييز بين الصحيح وغير الصحيح من الأحاديث المدونة - الآن - في كتب الحديث المعتمدة عند الأمة، ليس هذا هو المراد، ولن يكون، بل مرادهم هو الحكم على جميع الأحاديث بالزيف والإفتراء.

فقد زعم كاتب روز اليوسف أن التدوين باطل اصلاً، عرفوا هم هذا البطلان من خلال فرز ثان قاموا به بعد الفرز الأول لعلماء الحديث رواية ودراية.

ثم يتمادى في الوهم، ويدعى أن سبب استعباد ألـ ٥٠٠ خطبة النبوية كان لأسباب سياسية نجمت في عصر تدوين الحديث، يعني عصر رجال القرن الثالث

<<  <   >  >>