للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أذكرك الله - عز وجل -، فإنه من ينصح لنفسه، وإنه من يطع رسلي ويتبع أمرهم فقد أطاعني، ومن نصح لهم فقد نصح لي، وإن رسلي قد أثنوا عليك خيراً، وإني قد شفعتك في قومك. فاترك للمسلمين ما أسلموا عليه وعفوت عن أهل الذُّنُوب، فاقبل منهم، وإنك مهما تصلح فلم نعزلك عن عملك ... ومن أقام على يهودية، أو مجوسيةفعليه الجزية".

فهذه وثيقة اخرى من وثائق سماحة الإسلام، إذ تضمن هذا الكتاب صدور العفو عمن أبى أن يعتنق الإسلام من غير اليهود والفرس الذين كانوا في البحرين في ذلك العهد، كما أقرّ صاحب الدعوة إبقاء اليهود زالمجوس فيها على يهوديتهم ومجوسيتهم، ولو كان من مبادئ الإسلام أن يفرض نفسه على الناس، وهم له كارهون، ولو كان بقوة السلاح، لما توانى صاحب الدعوة لحظة في إعلان هذا الإجراء، لكن الإسلام - دين الفظرة - أقدر على سياسة النفوس من أن يضيق بها ذرعاً إذا أُعرضت عن هداه.

إن في هذه الوثيقة - وغيرها كثير - دحضاً قوياً لأولئك الذين يهرفون بما لا يعرفون عن الإسلام، أو يعرفون ولكن الحقد أعمى أبصارهم، وأًم آذانهم، وأوغر صدورهم. وحسابهم عند الله عسير.

* * *

* كتابه إلى أمير اليمامة:

وفي إطار التبليغ بما أنزل الله، كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أمير اليمامة هوذة بن عليّ كتاباً قصيراً جاء فيه:

"بسم الله الرحمن الرحيم ... من محمد رسول الله إلى هوذة بن علي، سلام على من أتيع الهدى، وأعلم أن ديني سيظهر إلى منتهى الخف والحافر، فأسلم تسلم، وأجعل لك ما تحت يدك".

وحمل الكتاب إليه سليط بن عمرو العامري، فكتب هوذة رداً قال فيه:

<<  <   >  >>