للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بل هل هم يملكون السموات والأرض وما بينهما؟ إن كان لهم ذلك فليأخذوا في أسباب الرقي والصعود إلى السماء ويديروا شئون العالم كما يشاءون؟ ولكنهم - كما علموا - من أنفسهم أنهم مخلوقون مقهورون لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً، نواصيهم بيد خالقهم يصنع بهم ما يريد، ويقضي فيهم بما يشاء، ولا راد لما أراد، ولا دافع لما قضى وأبرم، فعلام هذا الجهل والتطاول؟

* * *

* الخطوة الثالثة:

أما الخطوة الثالثة في المواجهة في قوله تعالى: {جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ} .

أي أنهم جند قد تحزبوا على صاحب الدعوة. وسوف تحل بهم الهزيمة لا محالة.

وقد تضمن هذا الخبر الصادق وَعْداً ووعيداً:

الوعد لصاحب الدعوة بأن الله ناصره وهازمهم. والوعيد للمشركين: بأن مصيرهم الهلام ما لم يؤمنوا ويذعنوا للحق الذي يدعو إليه محمد - صلى الله عليه وسلم -.

* * *

* الخطوة الرابعة:

بقيت خطوة رابعة في المواجهة، انتهى فيها القرآن إلى غاية النصح لهم، وأزاح ما بقى من عوائق تحول بينهم وبين الانصياع للحق.

ذلك أنهم كانوا - في بدء الدعوة - يستكثرون أنفسهم، وستقلون محمداً - صلى الله عليه وسلم -، ويقولون: {نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ} .

ولما قال الوحي عنهم: {جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ} فإن شعورهم

<<  <   >  >>