للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[قطب الدائرة]

هكذا تتجلى سماحة الإسلام في الدعوة إلى الإيمان بالله الواحد الأحد، ونبذ عقيدة الشرك والضلال، والنماذج التي قدَّمناها - وغيرها كثير - استخمت في هذه الدعوة - بشقيها الإيجابي والسلبي - وسائل إقناع سلينة لم يصاحبها قهر ولا بطض، والقطب الذي دارت حوله هو تجليه الجقائق، ودفع الشبهات، ثم تركت الناس أحراراً فيمت يختارون لأنفسهم: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ....}

هذه الحرية في الاعتقاد ثمثل قمة العدالة والتسامح في هذه الحياة الدنيا أما في الآخرة: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ... }

ولا يقال إن الدعوة هنا استخدمت العنف والإرهاب بل هي راحة أبلغ ما تكون الرحمة؛ لأن هذا الوعيد ورد والناس في سعة من أمرهم. فمن اختار الكفر فقد أراد الشقاء لنفسه. وما ربك بظلام للعبيد.

* * *

<<  <   >  >>