للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن عطية: ليست بذا اسم فاعل.

وقال الزمخشري: يجوز أن يكونَ اسْمَ فاعل، نسب الفعل إليها مجازاً وهو لصاحبها حقيقة.

[(على) :]

حرف جر له معان:

أشهرها: الاستعلاء حِسًّا أو معنى، نحو: (وعَليها وعَلَى الفُلْكِ تحْمَلون) .

(كلُّ مَنْ عليها فانٍ) .

(فضَّلْنا بعضَهم على بعض) .

(ولهم عليَّ ذَنْب) .

ثانيها: المصاحبة، كمع، نحو: (وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ) ، أي مع حُبِّهِ.

(وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ) .

ثالثها: الابتداء كمنْ، نحو: (إذا اكْتَالوا على الناس) ، أي من الناس.

(لفرُوجهم حافظون إلاَّ على أزواجهم) ، أي منهم، بدليل "احفظ عَوْرتك إلاَّ مِنْ زوجتك".

رابعها: التعليل، كاللام، نحو: (ولِتكَبِّروا الله على ما هداكم) ، أي لهدايته

إياكم.

خامسها: الظَّرْفية كَـ فِي، نحو: (ودخل المدينةَ على حِين غَفْلَة) ، أي في حين غَفْلة.

(وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ) ، أي في زَمَن ملْكِه.

سادسها: معنى الباء، نحو: (حقيق على ألاَّ أقولَ على الله إلاَّ الحق) ، أي بأن

أقول، كما قرأ أبي.

[فائدة]

هي في: (وتوكّلْ على الحيِّ الذي لا يموت) - بمعنى الإضافة والإسناد، أي

أضِفْ توكّلك وأسنِدْه إليه.

كذا قيل.

وعندي أنها بمعنى باء الاستعانة.

وفي نحو: (كتب على نفْسِه الرحمة) - لتأكيد المجازات.

قال بعضهم: وإذا ذُكرت النعمة في الغالب مع الحمد لم تقترن بعلى، وإذا أريدت النقمة أُتي بها.

ولهذا كان - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى مما يعجبه قال: "الحمد لله الذي بنعمته وجلاله تتمُّ الصالحات".

وإذا رأى ما يكرَه قال: "الحمد للهِ على كل حال".

<<  <  ج: ص:  >  >>