للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ (٢١) فَهَلْ عَسَيْتُمْ) :

أسند " الأَمْرَ " إلى العزم مجازاً، كقولك: نهارُه صائم، وليلُه قائم.

ويحتمل أن يريد صِدْقَ اللسان، أو صِدْق العزم والنية، وهو أظهر.

وانظر كيف خرج من الغَيْبَة إلى الخطاب بقوله: (عسَيْتم) ، ليكون أبلغ في

التوبيخ.

والمعنى: هل يُتَوَقَّع منكم الإفساد في الأرض، وقَطْعُ الأرحام، إنْ تولّيْتم.

ومعنى توليتم: صرتم ولاةً على الناس، وصار الأمْرُ لكم، وعلى هذا قيل: إنها نزلت في بني أمية.

وقيل معناه: أعرضتم عن الإسلام.

(كيف إذا تَوَفَّتْهم الملائكةُ) :

ضمير الفاعل للملائكة. وقيل: إنه للكفار، أي يضربون وجوه أنفسهم، وذلك ضعيف.

(فَلَنْ يَغْفِرَ الله لهم) :

هذا قَطع بأن مَنْ مات على الكفر لا يَغْفِر الله له.

وقد أجمع المسلمون على ذلك.

(فلا تَهنُوا وتدْعوا إلى السَّلْمِ وأنتم الأعْلَون واللهُ معكم) :

معناها لا تضْعفوا عن مقاتلة الكفار، وتبدءونهم بطلب الصلح، فهو كقوله:

(وإنْ جَنَحوا للسَّلْمِ فاجْنَحْ لها) .

(فَيُحْفِكُم) ، أي يلح عليكم.

والإحفاء: هو أشدُّ السؤال.

و (تبخلوا) جوابُ الشرط.

(فسيقولون بَلْ تَحْسذوتنَا) :

الضمير يعود على المنافقين.

معناه أنهم يقولون: يعز عليكم مالاً وغنية.

و (بل) هنا للإضراب عن الكلام المتقدم وهو قوله: (لن تَتَّبِعونا كذَلكمْ قال الله من قبل) ، فمعناه رد أن يكون الله حَكم ألاَّ يتبعوهم.

وأما (بل) في قوله تعالى: (بل كانوا لا يَفْقَهون إلاَّ قَليلاً)

<<  <  ج: ص:  >  >>