للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال بعضهم: نبشت على أكثر من سبعين فوجدت وجوهَهم محوَّلة عن القِبْلة، وذلك اتهامهم ربّهم.

اللهم ارحمنا إذا صرْنا إليك.

(فقالوا سلاَماً) :

نصب على أنه في معنى الطلب، وهو مفعول بفعل مضمر.

وموقع الثاني مرفوع لأنه خبر تقديره: عليكم سلام، وهذا

على أن يكون السلام بمعنى السلامة، وإن كان بمعنى التحية فإنه رفع الثاني ليدلّ على إثبات السلام، فيكون قد حياهم بأكثر مما حيَّوْه، وينتصب السلام الأول على هذا على المصدرية، تقديره سلمنا عليكم سلاماً، ويرتفع الثاني بالابتداء تقديره سلام عليكم.

(فتَوَلَّى بركْنِه) ، أي أعرض فرعون عن الإيمان، واستمسك بقوته وسلطانه، وقال: موسى ساحر أو مجنون.

(فأخذَتْهُم الصاعِقةُ وهم يَنْظُرون) ، لأنها كانت بالنهار، زيادةً في نكالهم، إذ ليس الموت صَبْراً كالغِيْلةِ.

(فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) :

أمر الله في هذه الآية بالإيمان به والدخول في طاعته، وعبَّر عن الأمر بذلك بلفظ الفِرَار، لينَبه على أن وراء الناس عقاباً وعذابا أليماً حَقُّه أن يُفَرّ عنه إن لم يُفَر منه طوْعاً يفر منه خوفاً، ونحن لم نفر منه لا طوعا ولا خوفاً، ولو علمنا ما تحت هذه الكلمة من التحذير والاستدعاء لم يهدأ رَوعنا، ألاَ تراه كرَّره للإبلاع وهزّ النفس للتشمير.

وتحكيم التحذير، وإعادة الألفاظ بعينها في هذه المعاني بقرينة

شدة الصوت، لكن الجاهل ضعيف الاستخراج، فيا لها من مصيبة لو عقلها

العاقلُ.

(فإنَّ للذِين ظَلموا) :

هم كفار قريش وأصحابهم ممن تقدم من الكفار، يعني أن لهم نصيبا من العذاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>