للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هاضمة، ودافعة، وإذا استوى طعامُه بحرارة كبده ونحوه أعطى اللهُ تعالى لكل

جُزْء وشعرة نصيبا.

(فأقْبَره) .

أي جعله ذَا قَبْر، يقال: قبرت الميت إذا دفَنْته، وأقبرته إذا أمرت أن يُدْفَن.

(فلْيَتنافَسِ المتَنَافِسون) :

التنافس في الشيء هو الرغبةُ فيه، والمغالاة في طلبه، والتزاحمُ عليه، وهذا كقوله: (لمِثْلِ هذَا فلْيَعْمَل العامِلُون) ، فسبحان من جذب عباده إليه تارةً بذكر نعيمه، وتارة بالتخويف من عذابه، وتارةً بإحسانه إليهم لعلهم يرجعون إليه، لم يَكفه ما أعطاهم من رياسة الدنيا، وتسخير المخلوقات لهم حتى وعدهم بالملك العظيم، والفَوْز المقيم، والرضوان الجسيم، ورؤيتُه تعالى أعظم من هذا كله.

(فالْيَوْمَ الذين آمَنُوا من الكفَّار يَضْحَكُون) :

لما كان الكفار في الدنيا يضحكون على المؤمنين قلب الله الحقائق، فيضحك المؤمنون من الكفار حينئذ ويقولون لهم: (هذا يومكم الذي كنتم توعدون) .

(اصْلَوْها اليوم بما كنتم تكفرون) .

(فلا أقْسِم بالشَّفَق) .

هو الحمرة التي تَبقى بعد غروب الشمس.

وقال أبو حنيفة: هو البياض.

وقيل: هو النهار كله.

والأول هو المعروف عند الفقهاء وأهل اللغة.

(فمَا لَهُمْ لا يُؤْمِنُون) :

أيُّ شيء يمنع الكفار من الإيمان بعد رؤيتهم هذه العِبَر.

(فبَشرْهُم بعذَابٍ أليم) :

وضع البشارة موضع النذارة تهكماً بهم.

(فَتَنُوا المؤمنينَ والمؤمناتِ) :

إن كانت هذه الآية في أصحاب الأخدود فالفتنةُ هنا بمعنى الإحراق، وإن كانت في كفَّار قريش

<<  <  ج: ص:  >  >>