للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكيف بكَ أنها المغرور لا تبكي على نفسك، وتعالج هوَاك لعلّه يرحمك ويسمع أنينك!

(سائق وشَهيد) :

السائق: ملك يسوقه، والشهيدُ يشهَذ عليه.

وهو الأظهر.

وقيل صحائف الأعمال.

وقيل: جَوارح الإنسان، لقوله تعالى: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) .

(سال، وسأل) ،: بالهمز: طلب الشيء والاستفهام عنه.

وسال بغير همز من المعنيين المذكورين، ومن السيل.

ومنه سأل سائل.

فمن قرأه بالهمز احتمل معنيين:

أحدهما أن يكون بمعنى الدعاء، أي دعا داع بعذاب، وتكون الإشارة إلى قول الكفار: (أَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) ، وكان الذي قالها النَّضْرُ بن الحارث.

والآخر أن يكون بمعنى الاستخبار، أي سأل سائل عن عذابِ واقع، والباء على هذا بمعنى عن، وتكون الإشارةُ إلى قولهم: (متى هذا الوعْدُ إن كنْتُم صادقين) ، وشبه ذلك.

وأما مَنْ قرأ سال - بغير همز - فيحتمل وجهين:

الأول أن يكون مخفًفاً من المهموز، فيكون فيه المعنيان المذكوران.

والثاني أن يكون مِن سال السيل إذا جرى، ويؤيد ذلك قراءة ابن عباس سال سيل، وتكون الباء على هذا كقولك: ذهبت بزيد.

وإذا كان من السيل احتمل وجهين:

أحدهما أن يكون شبّهَ في شدَّته وسُرْعَة وقوعه بالسيل.

وثانيهما أن يَكون حقيقة.

قال زيد بن ثابت: في جهنم واد يقال له سايل.

فتلَخَّص من هذا أنه في القراءة بالهمز يحتمل وجهين، وفي القراءة بغير همز أربعة معان.

(سقْف مرفوع) :

يعني السماء.

(ساقِطاً يقولوا سَحَابٌ مركوم) :

كانوا قد طلبوا أن ينزَلَ عليهم كسْفاً من السماء، فأخبر اللهُ أنهم لو رأوه ساقطا عليهم لبلغ بهم الطغْيان

<<  <  ج: ص:  >  >>