للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثالث أنه جميع المعاصي من القَذْف والزنى والسرقة وغير ذلك، فمهما

فعلت شيئاً من ذلك سقط حقُّها في السكنى، قاله ابن عباس أيضاً، وإليه مال

الطبري.

والرابع أنه الخروج من بيتها خروج انتقالِ، فمهما فعلَتْ ذلك سقط حقُّها في السكنى، قال ابن الغرس: وإلى هذا ذهب مالكَ في المرأة إذا نشزَتْ في العدّة.

الخامس أنه النشوز قبل الطلاق، فإذا طلَّقها بسبب نشوزها فلا يكون عليه

سكنى، قاله قتادة.

(يُحْدِث بعْدَ ذلكَ أمْراً) :

المراد به الرجعة عند الجمهور، أي أحْصوا العدَّة وامتثلوا ما أمرتم به لعلَّ الله يُحْدث الرجعةَ لنسائكم.

وقيل المعنى: لعل الله يحدِث أمرا من نسخ هذه الأحكام، وهذا بعيد.

وقيل: إنَّ سببَ الرجعة المذكورة في الآية تطليق النبي - صلى الله عليه وسلم - لحفصة بنت عمر، فأمره الله بمراجعتها.

(يتَنَزَّلُ الأَمْر بينهنَّ) .

أي بين السماء والأرض.

وقد قدمنا آنِفاً أن المراد بالأمر الوحي أو إحكام الله وتدبيره لخَلْقِه.

(يَفْعَلون ما يُؤْمَرون) :

الضمير يعود على الملائكة الغلاظ، لقساوة قلوبهم على مَنْ عصاه، ويتقربون بتعنيف بني آدم وتعذيبهم مما هو مشاهدٌ في حَرَس ملوكِ الدنيا كلما ازدادوا عُنْفاً على المأمور به ازدادوا محبةً عند الأمير.

فإن قلت: قوله (لا يَعْصونَ الله ما أمرهم) ، يُغْني عن قوله: (ويَفْعَلون ما يؤْمَرون) ؟

والجواب: أنه أكَّدَه بذلك، ليزداد خوْفُ المخاطب.

أو معنى (يفعلون ما يؤمرون) بنشاط وجدٍّ فيما أمروا به من عذاب الناس.

اللهم أعِذْنا من عذابك.

<<  <  ج: ص:  >  >>