للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: أراد فإن كانتا اثنتين فصاعدا، فعبّر بالأدنى عنه وعما فوته اكتفاءً.

ونظيره: (فإنْ لم يكونا رجلَيْنِ فرجل وامْرأتان) .

والأحسنُ - فيه أن الضمير عائد علىْ الشهيدين المطلقين.

ومن الصفات المؤكدة قوله: (وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ) .

فقوله: يطير - لتأكيد أن المراد بالطائر حقيقته، فقد يطلق مجازاً على غيره.

وقوله: بِجَنَاحَيْهِ، لتأكيد حقيقة الطيران، لأنه يطلق مجازًا على شدة العَدْوِ

والإسراع في المشي.

ونظيره: (يقولون بألسنتهمِ) ، لأن القول - يُطلق مجازًا على

غير اللساني، بدليل: (ويقولون في أنفسهم) .

وكذا: (ولكنْ تَعْمَى القلوبُ التي في الصدور) ، لأن القلب قد يطلق مجازاً على العين، كما أطلقت العينُ مجازاً على القلب في قوله: (الّذين

كانَتْ أعْينُهم في غِطاء عن ذِكرِي) .

[قاعدة]

الصفة العامة لا تأتي بعد الخاصة، لا يقالَ رجل فصيح متكلم، بل متكلم

فصيح.

وأشكل على هذا قوله تعالى في إسماعيل: (وكان رَسولاً نبِياً) .

وأجيب بأنه حال لا صفة أي مرسلاً في حال نبوته.

وقد تقدم في وجه التقديم والتأخير أمثلة من هذا.

[قاعدة]

إذا وقعت الصفة بعد متضايفين أولها عدَد جاز إجراؤها على المضاف وعلى

المضاف إليه، فمن الأول: (سَبْعَ سمواتٍ طِباقاً) .

ومن الثاني: (سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>