للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيشتغل بها عن سماع بقية الكلام.

وإذا جاء الاستثناء لم يبق له بعد ما تقدمه وَقْعٌ

يزيل ما حصل عنده من ذكر الألف.

[الاقتناص]

ذكره ابن فارس: وهو أن يكون كلامٌ في سورة مقتنصا من كلام في سورة

أخرى أو تلك السورة، كقوله تعالى: (وآتيْنَاه أجْرَهُ في الدنيا وإنّه في الآخرة

لمِنَ الصَّالحين) .

والآخرةُ دار ثواب لا عمل فيها، فهذا مقتنصٌ من قوله: (وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (٧٥) .

ومنه: (ولولا نِعْمَةُ رَبّي لكنْتُ من الْمُحضَرين) .

مأخوذ من قوله: (فأولئك في العذاب مُحْضَرون) .

وقوله: (ويوم يقومُ الأشهاد) .، - مقتنص من أربع آيات.

لأن الأشهاد أربعة: الملائكة في قوله: (وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (٢١) والأنبياء في قوله: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (٤١) .

وأمة محمد في قوله: (لتكونُوا شُهَدَاء على الناس) .

والأعضاء في قوله: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ) .

وقوله: (ويوم التَّنَادِ) .

قرىء مخففا ومشدداً، فالأول مأخوذ من قوله: (ونادَى أصحابُ الجنةِ أصحَاب النار) .

والثاني من قوله: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (٣٤) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (٣٥) .

[الإبدال]

هو إقامة بعض الحروف مقام بعض، وجعل منه ابن فارس: (فَانْفَلَقَ) .

أي فانفرق، ولذا قال: (فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (٦٣) .

فالراء واللام يتعاقبان.

<<  <  ج: ص:  >  >>