للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(كِفْلٌ منها) : أي نصيب، ومنه كِفْلَيْن من رحمته، أي

نصيبين.

ومنه الحديث: يُؤْتون أجْرَهم مرتين: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيّه

وآمن بي ... الحديث.

وقد نظم بعض المتأخرين الذين يؤْتون أجْرَهم مرَّتين:

ثلاث وعشر في المثبت فضّلوا ... أمَنْ يرفع الأخبار قد جاء مطلقا

فأزْواج خَيْرِ المرسلين ومؤْمن ... من أهل الكتاب اليوم بالحقّ صَدَّقا

كذا العبد إن يَنْصَحْ مَوَاليه دائما ... ويلزم باب الله بالدّين والتَّقَى

وذو أمَة تأديبها كان محُسناً ... فصار لها زَوْجاً وقد كان اعْتَقا

ومجتهد في الحق صادفَ رَأْيه ... ومَنْ حاول القرآن بالجهد والشّقا

ومَنْ غسلُة ثنْتَين حَالَ وضوئه ... وعامٍ يسد الصفَّ مهما تَفَرَّقا

ومَنْ يشكر النعماء إن كان ذا غِنًى ... ومن خصّ في الأرحام فيما تصدّقا

ومَنْ سنَ خيراً والجبان إذا رمى ... بنفس على الكفَّار واقتحم اللّقا

كذلك من صلَّى بفرض تيَمّم ... وبعد وجود الماء عاد وحقّقا

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي موسى الأشعري، قال: كفْلَيْن ضعفيْن -

بالحبشية.

(كَيْدهُنَّ) : قد قدمنا أن الكيد من الخَلْق احتيال، ومن

اللَه مشيئته أمرا ينزل بالعبد من حيث لا يشعر.

وأما قوله تعالى: (كذلك كِدْنَا ليوسف) ، فمعناه فعلنا له ذلك، لأنه كان في شرعه أو عادته أن يضرب السارق، ويضاعف عليه الغُرْم، ولكن حكم في هذه القضية بحكم آل يعقوب.

(كتمَ شهادةً عِنده مِنَ الله) : يعني الشهادة بأنّ الأنبياء على الحنفية.

و (مِنَ الله) يتعلق بـ (كتم) أو بعنده، كأنّ المعنى شهادة تخلصت له

من الله.

(أكِنّةً أنْ يَفْقَهُوه) : جمع كِنَان، وهو الغطاء.

(وأن يفقهوه) مفعول من أجله، تقريره كراهة أن يفقهوه، وهذه كلها استعارات في إضلالهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>