للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الثالث: أنها في الذنوب.

وقد اتّفق على أنه لا يحمل أحد ذَنْبَ أحد، ويدل

على هذا قوله قبلها: (ألاَّ تَزِز وَازِرةٌ وِزْرَ أخرى) ، كأنه يقول:

لا يؤخَذ أحد بذنب غيره، ولا يؤخذ إلا بذنب نفسه.

(لظَى) : اسم علم مشتقّ من اللظى بمعنى اللهب.

(لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَر) : معنى اللَّوَّاحة مغَيِّرة.

يقال لاَحَهُ السّفَر: غَيَّره.

والبشَر جمع بَشَرة، وهي الجِلْدة.

فالمعنى أنها تحْرِق الجلود.

وقيل تسَوِّدها.

وقيل لوّاحة مِنْ لاح يعني ظهر، والبشر الناس، أي تلوح للناس.

قال الحسن: تلوح لهم من مَسِيرة خمسمائة عام لا يخافون الآخرة، أي هذه العلة والسبب في إعراض مَنْ تقدَّم ذكرهم.

(لَوَّامَة) : هي التي تلوم نفسها على فعل الذنوب، أو التقصير

في الطاعة، فإن النفوس على ثلاثة أنواع، فخيرها النَّفْس المطمئنة، وشَرُّها

النَّفْس الأمَّارة بالسوء، وبينهما النفس اللوَّامَة.

وقيل اللوّامة المذمومة الفاجرة، وهذا بعيد، لأن الله لا يقْسم إلا بما يعظم من المخلوقات.

ويستقيم إن كان لا أقسم نفياً للقسم.

قال بعضهم: ليس من نفس بَرَّة ولا فاجرة إلا وهي تلوم نفسها يوم

القيامة، إن كانت عملت خيرا: هَلاَّ ازدادت منه، وإن كانت عملت سوءاً: لم عملته.

(لَيَال عَشْرٍ) : هي عشر ذي الحجة عند الجمهور.

وقيل: العشر الأول من المحرم.

وفيها يوم عاشوراء.

وقيل العشر الأخر من رمضان.

وقيل العشر الأول منه.

(لَمًّا) : الجمع، واللّفّ، فالتقدير أكْلاً ذا لَمّ، وهو أن

يأخذ في الميراث نصيبه ونصيب غيره، لأن العرب كانوا لا يُعْطون من الميراث

أنْثَى ولا صغيراً، بل ينفرد به الرجال.

<<  <  ج: ص:  >  >>