للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه الآية خطابٌ للنبي - صلى الله عليه وسلم -، والمراد به كل مخاطب على الإطلاق، فدخل فيه غيره من الناس، وفيه تأويلان:

أحدهما: نسبة الحسنة إلى الله والسيئة إلى النفس تأدباً مع الله، وإن كان كل

شيء منه في الحقيقة، وهذا كقوله - صلى الله عليه وسلم -: "والخير كلّه بيدك، والشرّ ليس إليك ".

وأيضاً فنسبة السيئة إلى العَبْدِ لأنها بسبب ذنوبه، لقوله تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) ، فإنها من العبد

بتسبّبه فيها، ومن الله بالخلقة والاختراع.

والثاني: أن هذا من كلام القوم المذكورين قبل.

والتقدير يقولون كذا، فمعناها كمعنى التي قبلها.

(ما قَد سلَف) ، المعنى إلا ما فعلتم من ذلك في الجاهلية

وانقطع بالإسلام، فقد عفا عنكم، ولا تؤاخذون به.

هذا في أرجح الأقوال.

(ما مَلكَتْ أيْمَانكم) : يريد السبايا في أشهر الأقوال.

والمعنى أن المرأة الكافرة إذا كان لها زَوْجٌ ثم سُبِيَتْ جاز لمن ملكها من المسلمين أن يطأها.

وسبب ذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث جيشاً إلى أوْطاس فأصابوا سبياً من العدوّ، ولهنّ أزواج من المشركين، فتأثَّم المسلمون من غشيانهن، فنزلت الآية مبِيحةً لذلك.

(مُدخَلاً كَرِيما) : اسم مكان، وهو هنا الجنة.

(مَغَانم) ، ومَغْنم، وغنْم: ما أصيب من أمْوَال المحاربين.

وفي هذه الآية وَعْد وتزهيد في مال من أعلنوا الإسلام.

وأما المحاربون فقد أباح الله لهذه الأمة أخْذَها.

وهي من خصائص نبيهم عليه الصلاة والسلام.

(مَوْقوتاً) : أي محدوداً بالأوقات.

وقال ابن عباس: فرضاً مفروضاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>