للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً) .

وقع الأسماء هنا موقع المسميات.

والمعنى سميتم آلهةً ما لا يستحق الإلهية ثم عبدتموها.

(ما نَحْن بِتَأْوِيل الأحلام بعالمين) :

إما أن يريد تأويل الأحلام الباطلة، أو تأويل الأحَلام على الإطلاق، وهو أظهر.

(ما قَدَّمْتُم لَهنَّ) ، أي يأكن فيها ما اختزنتم من الطعام

في سنْبله، وإسناد الأكل إلى السنين على جهة المجاز.

(ما عَلِمْنا عليه مِنْ سوء) : هذا كلام النسوة اللاتي نزَهْنَ

يوسف عن مراودته لهن، أو لامرأة العزيز.

(مَا أُبَرِّئُ نَفْسِي) :

اختلف هل هذا من كلام امرأة العزيز، أو من كلام يوسف، فإن كان من كلامها فهو اعتراف بعد الاعتراف، وإن كان من كلامه فهو اعتراف بما همّ به على وجه خطوره على قلبه، لا على وجه العزم والقصد.

أو قاله في عموم الأقوال على وجه التواضع.

(ما رَحِمَ ربي) : استثناء من النفْس، إذ هي بمعنى

النفوس، أي إلا النفس المرحومة، وهي المطمئنة، فما على هذا بمعنى الذي.

ويحتمل أن تكون ظرفية، أي إلى حين رحمة الله.

(مَكين أمِين) : تأمّل حسْن السياسةِ من هذا الملك في قوله: (أَستَخْلِصه لنفسي) .

فلما كلّمه وظهَر له وفور عقله، وحسن كلامه قال له:

إنّكْ لَدَيْنَا مَكين أمين، مَكين من التمكن، والأمين من الأمانة، فهكذا ينبغي

ألاَّ يصطفي الإنسان لنفسه صاحباً إلاَّ بعد الاختبار والامتحان، إذ بعدهما يعزّ

المرء أو يهان.

يشهد لذلك الحديث: هل سافرت معه، هل بايعته، هل شاريته.

(مَكنَّا ليوسفَ في الأرض) :

إشارة بذلك إلى ما تقدم من جميل صنْع الله به.

ورُوي أن الملكَ أسند إليه جميع الأمور حتى تغلّب على جميع

<<  <  ج: ص:  >  >>